أحمد منصور “محققاً” عسكرياً… ماذا بقي من الصحافة؟

بنجاح منقطع النظير قام أحمد منصور بواجبه طيلة خمسين دقيقة. بنجاح منقطع النظير لعب أحمد منصور على شاشة "الجزيرة"، قبل قليل، دور المحقق العسكري لدى جبهة "النصرة". بعد أسبوعين من عودته من "الاعتقال" الألماني، ها هو يدخل معتقلاً آخر، لكن هذه المرة لإجراء مقابلة مع "أعلى رتبة عسكرية لدى النظام السوري يتمّ أسرها من قبل جبهة "النصرة" العقيد الطيار علي عبود.

"من مكان ما في إحدى المناطق المحررة في شمال سورية" أطلّ علينا الإعلامي المصري بما وصفته قناة "الجزيرة" بـ"الانفراد" في برنامج "بلا حدود" (الأربعاء 22:05 بتوقيت مكة). البداية كانت بتحذير من أن "الجزيرة" أجرت هذه المقابلة بعد موافقة "جبهة النصرة" وموافقة الطيار، وأنها "لم تستطع التأكد إن كان عبود قد تعرض لضغط". ثم أطل منصور مكرراً نفس الجملة، ومعلناً أنه "رفض إجراء المقابلة إلا بعد موافقة الطيار نفسه؛ لأنه لا يحب إجراء حوارات مع أشخاص لا يملكون حريتهم الكاملة"!

انتهت تبرئة النفس، ورفع المسؤولية، وبدأ التحقيق. تحقيق عسكري حرفياً، ومن دون مبالغة. الأهم كان مع انطلاق الحوار، هو التأكيد أن جبهة "النصرة" تعامل الأسير عبود، بطريقة "ممتازة". بصوت يرتجف أكد الطيار أن "المعاملة جيدة، يا ماحلا معاملة الثوار".

"من أين أنت؟ من طرطوس"، "ما هي رتبتك وكم سنة مضى على خدمتك؟"، "حدّد الأماكن التي كنت تضربها"، "من يحدّد المنطقة التي ستقصفونها؟ أي منطقة؟ أي قيادة؟ أعطني تفاصيل"، "كيف يديركم النظام؟"… بالصوت نفسه، يجيب الرجل، وعندما لا يعجب الجواب منصور لا يتردّد بتوبيخ الرجل. المحقق يأخذ دوره بجدية مفرطة.

ينتهي الاستجواب العسكري، ويأخذ الحديث المنحى الطائفي: "كلكم علويون؟ ماذا؟ هل تقول إن بينكم طيارين سنّة ويقصفون المناطق السنية؟". ثمّ ومن دون أي خجل يأتي السؤال: "هناك قرى علوية لا تبعد إلا كيلومترات قليلة عن مكان وجودنا، القرداحة (قرية آل الأسد) نفسها لا تبعد سوى كيلومترات قليلة؟ ما الذي تتمناه قبل أن تحصل مجازر في هذه القرى؟". يسأل السؤال بتلقائية تامة، من دون تردّد ومن دون محاولة التخفيف من وقعها الطائفي المزعج. ثم بادر بسؤال آخر: "هل ستقاتلون حتى آخر علوي؟".

Read Previous

ميسي يخطط لترك المنتخب

Read Next

أحمد منصور والسقوط في امتحان المهنيّة