نبيل بنعبد اللله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة
أكد محمد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة في حديث خص به “أكورا” أن انهيار البيوت ووقوع ضحايا أمرا غير مقبول، ويفرض على الحكومة وضع الموضوع ضمن أولويات سياستها النتبعة، كما شدد على ضرورة تحديد المسؤوليات والبحث في الأسباب الحقيقية لمثل هذه الحوادث.
في نفس السياق وضع “بنعبد الله” تفسيرا لموضوع تهديده بالاستقالة كما تناولته مجموعة من وسائل الإعلام، وطالب بالابتعاد عن العناوين البراقة.
أكورا بريس / حاورته: خديجة بــراق
طرحت الحكومة تصورا لمشروع سياسة المدينة قلتم فيه أنه جاء لمعالجة مجموعة من المشاكل على سبيل انتشار الاقتصاد غير المنظم وتوسع عمراني غير متحكم فيه…الخ ما هي شروط نجاح هذا المشروع برأيكم؟
أعتقد تحدثت في هذا الباب أمام لجنة الدخلية بالبرلمان بشكل مستفيض، تصور الحكومة طبعا، يهدف وضع سياسة عمومية تهدف إلى تطوير مدن مستدامة واندماجية ومنتجة ومتضامنة، مع تحسين إطار العيش في المناطق الحضرية التي تعرف عجزا في السكن والتجهيزات ونقصا في الولوج إلى الخدمات وتعاني من اختلالات اقتصادية واجتماعية تتعلق بالخصوص بانتشار الاقتصاد غير المنظم وتوسع الفقر وانحلال الروابط الاجتماعية وتوسع عمراني غير متحكم فيه.
كما سبق وأن أشرت في هذا الباب، أن الأمر يتطلب اعتماد سياسة تعميرية ناجعة قائمة على تدبير عقلاني مواكب ونظام جبائي ملائم وحكامة جيدة لمواجهة تحديات المنافسة والتحكم في النمو العمراني وتحقيق الاندماج الاجتماعي.
وأنتم على رأس وزارة السكنى والتعمير سقطت أكثر من بناية راح ضحيتها عدد من المواطنين، ما هي استراتيجيتكم للحد من هذه الكارثة؟
في هذا الباب، وضعت خطة مفصلة أمام اللجنة التي تقرر تأسيسها على مستوى الحكومة من أجل أن نضع جميع مقومات هذا الموضوع والوقوف عليه، لنرى ما هي الأمور التي كنا فيها ناجعين والأمور التي نحتاج إلى معالجتها بشكل مغاير، لكن المنطلق هو أن هذا الموضوع يتعين أن يحظى بالأولوية في السياسة المتبعة، لأن الأمر يتعلق بأرواح المواطنين.
في هذا الباب، هددتم بالاستقالة هل هذا يعني أن هناك تشنجات داخل حكومة بن كيران؟
أجاب مازحا، في هذه اللحظة أنا “مستقل مع راسي” وأشاهد البحر أمامي.
بالصحة والراحة معالي الوزير، ولكن نريد تفسيرا حول العنوان الذي يقول: نبيل يهدد بالاستقالة؟
أولا عندما اتصلت بي وأجبت عن سؤالك فهذا يعني أني على رأس وزارة السكنى والتعمير، لذلك أتمنى أن تبلغ الصحافة كلامي كاملا، ما قلته بالحرف هو أن موضوع بهذه الأهمية يتعين أن تحدد فيه المسؤوليات، لأنه وعندما تنهار البيوت ويقع ضحايا ومصابين حينها يكون إلزاما تحديد المسؤوليات، لأن الذي يموت هو مواطن مغربي، وبالتالي عندما لا يفتح تحقيق عاجل في الموضوع لمعرفة السبب فهذا أمر غير مقبول.
ثم لا يعقل أن يموت مواطن مغربي بسبب انهيار منزل، دون البحث في مصدر الحادث، أولا وجب طرح السؤال كيف بني البيت بشكل عشوائي؟ كيف بني هذا البيت الذي كان يتكون من طابق سفلي وتقرر أن يصبح من أربع طوابق، “وبقينا كنتفرجو في الدار حتى طاحت” إذن هنا لا بد وأن نعرف كيف وكيف ثم كيف؟
في هذا الاتجاه قلت إذا ثبت غدا أنني مسؤول مباشرة، بمعنى أنني صادقت أو وقّعت على مشروع سكني ووافقت عليه دون احترام المعايير، وبعد ذلك انهار بيت بهذا المشروع السكني مثلا ونجم عن ذلك ضحايا ووفيات حينها سأكون مسؤولا عن الأمر، والأمر هنا يتطلب أن أقدم استقالتي مباشرة وبكل مسؤولية أيضا.