مراكش ..انطلاق أشغال الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بحضور أزيد من 6 آلاف مشارك

 

افتتحت مساء اليوم الخميس (27 نونبر الجاري) بمراكش أشغال الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بحضور أزيد من 6 آلاف مشارك من 100 دولة، والتي تجمع كل الفاعلين في مجال حقوق الإنسان من حكومات ومنظمات غير حكومية وخبراء ومؤسسات وطنية لحقوق الإنسان وهيئات دولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة وفائزين بجائزة نوبل وسياسيين بارزين. وتروم النسخة الثانية من هذا الحدث الدولي، الذي ينعقد على مدى أربعة أيام بالمدينة الحمراء، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلق فضاء حر للنقاش العمومي حول مختلف القضايا والانشغالات الحقوقية الكونية، وإتاحة الفرصة لمختلف هؤلاء الفاعلين للتداول حول تسريع الإصلاحات في مجال حقوق الإنسان. وتميزت الجلسة الافتتاحية بتلاوة الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى المشاركين في أشغال الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان. ويتيح هذا المحفل الحقوقي العالمي، الذي ينعقد لأول مرة في بلد عربي وإفريقي، إمكانية متميزة لتقاسم التجارب والحوار بين المشاركين على تنوعهم واختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم ومجالات اهتمامهم بما يخدم قضايا حقوق الإنسان والتأثير على مستقبلها في العالم. وسينكب هذا اللقاء الدولي، عبر حوالي 200 فضاء للنقاش واللقاءات والتكوين، وكذا عشرات الأنشطة تلامس موضوعات متنوعة تغطي كافة أجيال حقوق الإنسان ، المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوق البيئية، على تقييم التقدم الذي تم إحرازه والوقوف على الانتكاسات التي تم تسجيلها في موضوع حقوق الإنسان في العشرية الأخيرة، فضلا عن تعميق النقاش حول الإشكاليات العالقة أو الناشئة من قبيل "المقاولات وحقوق الإنسان" و "الحق في التقاضي بالنسبة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" و"حقوق الأشخاص المسنين." وسيتم في إطار أشغال هذا اللقاء الحقوقي الدولي تنظيم 52 منتدى موضوعاتيا من بينها 12 منتدى مخصص للنساء و 17 تظاهرة خاصة و13 نشاطا داخليا و13 ورشة تكوينية و 15 نشاطا ثقافيا و32 نشاطا مسيرا بشكل ذاتي. وستحظى قضايا المساواة بين الجنسين والمناصفة وحقوق الشباب والأطفال وحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وحقوق المهاجرين بنقاش واسع وعميق داخل المنتدى، بالإضافة إلى تنظيم معرض دولي كبير للفنون التشكيلية كشهادة على التزام الفنانين التشكيلين بحقوق الإنسان. ويكتسي هذا اللقاء الحقوقي الدولي أهمية قصوى لأنه سيكون مناسبة لتعميق النقاش حول ثلاثة مواعيد دولية مهمة، بحيث ستكون 2015 سنة مكثفة بالنسبة لحقوق الإنسان بدء من تقييم نتائج مؤتمر بيجين حول حقوق النساء الذي انعقد منذ عشرين سنة مضت، ومسلسل التحضير لمؤتمر باريس حول المناخ، وأخيرا دينامية إعداد أهداف التنمية ما بعد 2015. ويبقى احتضان المغرب لهذا المنتدى بمثابة شهادة إضافية، تعزز الثقة التي ما فتئ المغرب يحظى بها في العديد من الملتقيات والمحافل الدولية، اعترافا بالجهود التي بذلتها وتبذلها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، من أجل بناء مغرب ديموقراطي ،يجعل الإنسان هدفا أسمى للتنمية والتطور في مختلف المجالات. والمملكة، التي انخرطت بثبات في السنين الأخيرة، في بناء وتوسيع فضاء الحرية واحترام حقوق الانسان، تحضر، بشكل نوعي ولافت في هذا المحفل الحقوقي العالمي، أولا لإبراز تجربتها الفريدة في المنطقة في ما يخص إرساء لبنات العدالة الانتقالية والمصالحة مع ماضي انتهاكات حقوق الانسان، والنهوض بالشق الحقوقي، وثانيا لتجديد التأكيد على التزامها بالمواثيق الدولية ذات الصلة، اعتبارا منها بأن تطوير وتكريس ثقافة حقوق الإنسان ليس ترفا أو موضة بل ضرورة تفرضها مستلزمات البناء والتنمية. وباحتضان عاصمة النخيل، هذا الاجتماع الحقوقي الدولي، يكون المغرب المتشبع بقيم حقوق الانسان الكونية، قد انبثق من منطقة الجنوب ،كنموذج لحركة وعي جماعية بقيم الحداثة والسلام والحرية والديمقراطية، مواظبا على درب تطوير وإرساء آليات ناجعة لحقوق الانسان، وعاقدا العزم على تشكيل مشهد مؤسساتي وسياسي في إطار نسق يحتل فيه الدفاع عن حقوق الانسان موقعا طليعيا لافتا..

Read Previous

إبتسام تتألق بأغنية صافي صافي لأسماء المنور

Read Next

الملك محمد السادس يوجه رسالة سامية إلى المشاركين في أشغال الدورة 2 للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان