لْمْرَارْكَة قَاتِلْهُمْ الشَّرْ… بَارَاكَا من التْمَنْيِيكْ تْصْحَابْ رُوحَكْ فِي الجَنَّة وَلاَّ…

PANACHI

مساهمة في توفير الماء للطاحونة المعلومة التي تسعى ليل نهار من أجل تسويق الوهم  للشعب الجزائري حتى يستمر رضاه الأبدي عن حكم العسكر، استلهمنا العنوان الذي يعني باللهجة الجزائرية أن المغاربة يموتون جوعا عكس الجزائريين الذين يعيشون في الرخاء، وأن المغاربة يستجدون صباح مساء فتح الحدود البرية لكي ينعموا بالرخاء الجزائري.

يعلم المغاربة أن قرار إغلاق الحدود البرية كان خطأ تاريخيا بكل المقاييس، ليس لأن المغرب كان مستفيدا اقتصاديا من الجزائر أو أن الجزائر كانت مستفيدة اقتصاديا من المغرب، بل لأن الحدود البرية عندما كانت مفتوحة بين البلدين كان أفراد الشعب في القطرين يتنقلون بكل حرية ليعرفوا الحقيقة، حقيقة الشر أو الفقر المدقع الذي يعيشه المغاربة وحقيقة الرخاء الذي تعيشه الجزائر.

ولأن الذاكرة الشعبية في البلدين تختزن الوقائع والحقائق فليتذكر كل منا حقيقته، فكم مرة وقف الجزائريون على حقيقة البؤس في المغرب كما حدث لأحد المهندسين في شركة النفط العملاقة “سوناطراك” عندما أتى سائحا إلى مدينة مراكش وتعرف على مغاربة من البيضاء ضايفوه لحضور عرس مغربي وفاجأهم الرجل بنحيبه في العرس ففسروا الأمر على أنه ربما من إفراطه في تناول المشروبات الروحية ليلتها في فندق إقامته، لكنه في الغد وهو في كامل وعيه كان كل مرة يبكي ويقول لهم أنا الذي أعرف لماذا أبكي وعندما أصر مستضيفوه على معرفة سر ذلك قال لهم الحقيقة حول حكاية الفقر المدقع الذي يعيشه المغاربة كما تروج له الماكينة الإعلامية الجزائرية، وأن بكاءه كان ردة فعل على الشمتة التي كان ضحيتها في بلده حيث اكتشف بلدا مضيافا معطاء يتوفر فيه كل شيء وأول ما صدمه هو غزارة المنتوج الفلاحي المغربي وتنوعه.

بعد استقلال المغرب والجزائر اختار كل بلد نموذجه التنموي، لقد اختارت الجزائر الثورة الزراعية واستفاد الجزائريون من كل الضيعات التي تركها الفرنسيون واختار المغرب بناء السدود وتطوير الزراعات المسقية وعدم تفتيت الأراضي الزراعية من أجل ضمان سيرورة الإنتاج الفلاحي المعد للتصدير، وبعد خمسين عاما من الاستقلال تعرف الأسواق الأوروبية والروسية وحتى الأمريكية منها أي نموذج تنموي له حضور في الأسواق والموائد الغربية، ويحضرني اليوم حادث بسيط عايشه أحد مشجعي الرجاء البيضاوي عندما سافر أيام فتح الحدود إلى الجزائر من أجل حضور مباراة مع إحدى الفرق الجزائرية في ملعب العاصمة فاضطره السفر إلى التوقف في إحدى المقاهي وطلب خليط عصير فواكه (بناشي)، و لأن النادل لم يفهم المطلوب شرح له الزبون الرجاوي بأنه يريد خليط من العصير وعدد له أنواع الفواكه المطلوبة في العصير قبل أن يطلب منه أن يضيف لها التمر وبعض الفواكه الجافة، فما كان من الجزائري المترسخة في ذهنه “لمراركة قاتلهم الشر”، والذي فهم أن المروكي يهزأ منه إلا أن أجابه بطريقة فجة “أَرْوَحْ بَارَاكَا من التْمَنْيِيكْ  تصحاب رُوحَكْ في الجنة ولا … “ مما يفيد أن ما يأخذه المغربي من العصائر اليوم في أي محلبة من محلبات المغرب والذي تتفنن فيها أيادي سواسة بإمتياز هو شراب لا تسمح به الذاكرة الجماعية في الجزائر إلا في الجنة.

ولأن بلد المليون جنيرال يستورد كل شيء بعائدات البترول، تطوع الجنيرال المكلف بالمواشي بإستيراد آلاف الخراف من استراليا استعدادا لعيد الأضحى وهكذا كان، رست الباخرة أياما قبل العيد في مرسى الجزائر العاصمة، وكم كانت صدمة الجنيرال المكلف بملف المواشي وهو الذي أخذ عمولته بالكامل وتطوع في الوقت المناسب لسد الخصاص عندما رفض رجال الدين المقربين من جبهة الإنقاذ بالإفتاء بعدم جواز التضحية بخراف أستراليا لأنها ببساطة ليست خالية من جميع العيوب وأنها عجماء وذيلها مبثور (ڭرطيطة) أي بلا قزيبة أمون جنيرال.

قبل أيام أعلنت خمس نقابات في الوظيفة العمومية عن إضراب عام في صحراء الجزائر ابتداء من 5 ماي 2013 وقبلها بشهور بدأ تململ شباب صحراء الجزائر من أجل المطالبة بالشغل والعيش الكريم، قرار من هذا النوع يشكل أول شرخ في فعالية الماكينة الدعائية لجزائر المليون جنيرال.

رحابة فضائنا في المغرب سمحت بالإضرابات إلى الحد الذي أصبح غير مثير حتى بالنسبة للصحافة الورقية التي صدرته إلى الصفحات الداخلية، ولم تعد تسمح إلا لماما لكي يحتل حيزا ولو صغيرا في صفحاتها الأولى، أما في جزائر الجنرالات فالأمر خطير وفيه لعب بالنار و…و…و….، و من أجل ذلك تحركت الماكينة التي تروج للشر الذي يعيشه المغاربة من أجل إجهاض تحرك اجتماعي من التحركات التي نعيشها في المغرب في أكثر من منطقة بدون أن تثير حتى المارة.

تحرك الجنوبيين من شباب الجزائر أصبح قضية دولة تهدد لازمة الرخاء الذي تعيشه الجزائر و قبلها كانت تعيشه ليبيا دولة النهر العظيم و التي لم يكتشف الرأي العام العربي رخاءها إلا بعد أن بدأت العمليات المسلحة و دخلت القنوات التلفزية إلى ليبيا الحقيقية واكتشفت الرخاء الحقيقي الذي يعيشه الشعب الليبي، و اكتشفت أو كشفت واقع الحال في مستشفيات كبريات المدن الليبية كطرابلس العاصمة أو بنغازي و نوعية التعليم في كلية الطب و غيرها من المرافق و كأنها اليمن أيام ملكة سبأ.

لازمة الرخاء الذي تعيشه الجزائر لن تترسخ إلا إذا تم إلهاء الجزائريين بالمغرب و قضايا المغرب، و من هنا نفهم الحملة التي تقودها منذ أيام صحافة عسكر توفيق على المغرب و المغاربة و لا يمكننا إلا أن ننتظر أكثر في الأيام و الشهور المقبلة، فالرخاء و ضده الشر قضية دولة، فليفتحوا الحدود ليعرفوا الشر و الفقر المدقع الذي نعيشه و الرخاء الذي يعيشونه و يعرف شعب الجزائر المناخ الكابت للحريات الذي نعيشه في المغرب ويعلم شعب المغرب جو و مناخ الحريات الذي تعيشه الجزائر.

حمو واليزيد الأكوري

Read Previous

اجتماع مجلس الحكومة: رئيس الحكومة يؤكد أن الوحدة الترابية قضية أمة وشعب وكل مناورة ضدها لن تنجح

Read Next

الموكار وأمازيغ العالم…”نظرةجديدة ومتجددة”