المنتخب المغربي يتأهل إلى نهائيات مونديال 2026 عقب فوزه على النيجر ‘5-0’

كتبت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية أن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رسخ مكانته كقوة تجارية وصناعية.
وأكدت المجلة البريطانية في مقال نُشر أمس الخميس بعنوان “المغرب أضحى قوة تجارية وصناعية” أن “البلاد استقطبت، منذ سنة 2020، ما يناهز 40 مليار دولار من الاستثمارات الصناعية الجديدة، ما جعله يتموقع ضمن أبرز المستفيدين على الصعيد العالمي.
وأضافت أن الصادرات المغربية قفزت بمعدل الثلثين خلال السنوات الخمس الأخيرة، كنتيجة مباشرة للسياسات المحفزة للاستثمار التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ولفتت “ذي إيكونوميست” إلى أن الحكومة استثمرت بشكل مكثف في مجالات إنتاج الكهرباء والموانئ والسكك الحديدية والطرق والبنيات التحتية للطاقة الشمسية، مبرزة أن المغرب خصص، ما بين سنتي 2001 و2017، ما بين 25 و38 بالمائة من نفقاته السنوية لهذه المشاريع، وهو من أعلى المعدلات في العالم”.
وأشارت وسيلة الإعلام البريطانية إلى أن هذه الجهود أثمرت، على الخصوص، إطلاق قطار فائق السرعة يربط على طول الساحل الغربي للمملكة، مضيفة أن الطريق المؤدية إلى ميناء طنجة المتوسط تمر بمحاذاة حقول شاسعة من محطات الطاقة الريحية والشمسية، فضلا عن مناطق اقتصادية خاصة مهيأة لاستقطاب المستثمرين.
ومن ميناء طنجة المتوسط، الذي يواصل التوسع ليواكب الطموحات الكبرى للمغرب، تنطلق بواخر كل ساعة في اتجاه أوروبا، محملة بالمركبات وقطع الغيار والمكونات الصناعية. أما في القنيطرة، فتستضيف المنطقة الصناعية شركات عالمية كبرى من قبيل “ستيلانتيس”، و”لير” الأمريكية، و”فوريشيا” الأوروبية، و”نكستيار” المملوكة لمجموعة صينية، تضيف “ذي إيكونوميست”.
وأبرزت المجلة أنه بفضل اتفاق التبادل الحر المبرم مع الاتحاد الأوروبي سنة 2000، تلاه إبرام اتفاقات تفضيلية مع 60 بلدا آخر، نجح المغرب في استقطاب استثمارات مهمة لمصنعي السيارات من قبيل “رونو”، ثم “ستيلانتيس”، مشيرة إلى أن هذه الدينامية شجعت بدورها موردين عالميين، مثل شركة “يازاکي” المتخصصة في تصنيع المكونات، على الاستقرار بالمملكة.
وأضاف المصدر ذاته أنه خلال السنة الماضية، أصبح المغرب أول مصدر للسيارات وقطع الغيار نحو أوروبا، متقدما على الصين واليابان، وهو نجاح تسعى البلاد إلى تكراره في قطاعات أخرى، من بينها الطيران والصناعات الدوائية، مع استهداف أزيد من 50 فرعا صناعيا ذي قيمة مضافة عالية.
وأبرزت “ذي إيكونوميست” أنه منذ سنة 2012 استثمر مصنّعو السيارات أزيد من 8 مليارات دولار بالمغرب، أي ما يقارب ربع إجمالي الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب مجموعات صناعية أخرى من بينها الشركة الأمريكية “إنترناشيونال بيبر” المتخصصة في مجال التغليف.
وأضاف المصدر ذاته أن شركة “سيمرا” بمدينة القنيطرة تقوم بإنتاج أجزاء موجهة لـ”إيرباص” و”بومباردييه” و”سافران”، بما يعادل 5 في المائة من قيمة طائرة “إيرباص A320″، فيما تنتج شركة “ألستوم” بمدينة فاس صناديق كهربائية وكابلات سككية.
وتابعت المجلة البريطانية أن هذه “الأنشطة تجعل من الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول للمغرب، غير أن الاستثمارات القادمة من الصين تسجل بدورها تدفقات متزايدة، إذ أعلنت الشركات الصينية عن مشاريع تفوق 10 مليارات دولار في مجال السيارات الكهربائية والبطاريات، أي ما يمثل نحو 5 في المائة من مجموع الاستثمارات العالمية المرتبطة بمبادرة طريق الحرير الجديدة خلال العامين الأخيرين”.
وبعدما أشارت إلى الموقع الجغرافي المتميز للمغرب، على أبواب أوروبا والمدخل الشمالي للقارة الإفريقية، ذكرت وسيلة الإعلام البريطانية بأن المملكة تقود مشروع خط أنبوب غاز يمتد على 5600 كيلومتر يربط نيجيريا مرورا بـ11 بلدا آخر.
بدوره، استقطب القطب المالي للدار البيضاء، الموجه نحو القارة الإفريقية، شركات عالمية على غرار المجموعة الكورية الجنوبية “بوسكو” والشركة الفرنسية “إنجي”، بحسب المصدر ذاته، الذي أشار إلى أن هذه الدينامية تعزز رغبة المغرب في أن يصبح مركزا تجاريا وصناعيا رئيسيا.
وأكدت المجلة أنه بفضل هذه الاستثمارات الضخمة، والموقع الاستراتيجي المتميز، والسياسات الداعمة للمستثمرين، يرسخ المغرب مكانته كقطب صناعي وتجاري لا غنى عنه، قادر على استقطاب أوروبا وإفريقيا وآسيا على حد سواء، ومواصلة تعزيز حضوره على الساحة الاقتصادية العالمية.