منع خطاب أردوغان أمام الأتراك في ألمانيا أمر شبه مستحيل

يخطط الرئيس التركي للقدوم إلى ألمانيا من أجل الدعاية للتعديل الدستوري الذي سيصوت الأتراك عليه قريبا في استفتاء عام. أصوات كثيرة في ألمانيا تدعو لحظر هذا الظهور العلني لأردوغان.

 ولكن هل يمكن منع ذلك فعلا؟

أجواء صاخبة، ولاء مطلق ودعوة صريحة للمواطنين الأتراك، من أجل التصويت بـ”نعم” في 16 أبريل.

أمام حوالي 9000 شخص تحدث مؤخرا رئيس الوزراء التركي بنعلي يلديريم في أوبرهاوزن الألمانية.

وخلال الأسابيع القليلة القادمة قد يأتي ضيف تركي أشهر منه إلى ألمانيا، وهو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

أردوغان يرغب بالحديث شخصيا من أجل حض المليون ونصف مليون تركي الذي يعيشون في ألمانيا ويحق لهم التصويت في الاستفتاء على التعديل الدستوري.

حتى تكون هذه الأصوات عونا لأردوغان من أجل تمرير خطته في تعزيز صلاحياته.

هذا ما تحدثت عنه عدة مصادر، منها جمعية الجالية التركية في ألمانيا.

جمعية الجالية التركية طلبت من الحكومة الألمانية حضر مثل هذا الظهور.

وكذلك سياسيون من المعارضة الألمانية يذهبون في نفس الاتجاه، مثل سيفيم داغديلين (من حزب اليسار)، العضو في لجنة الشؤون الخارجية، والتي تقول: “على الحكومة الألمانية منع ظهور دعائي آخر لأردوغان”.

سبق لأردوغان الحديث في فعاليات علنية في كولون عامي 2008 و2014.

وربما ستقوده زيارته هذه المرة إلى ولاية شمال الراين ويستفاليا مرة أخرى.

الجهات الرسمية في هذه الولاية لا تحبذ حضوره، كما أكد وزير داخلية الولاية رالف ييغر الذي تحدث عن رغبته بمنع ذلك.

أردوغان كشخص عادي؟

ولكن ذلك يبدو صعبا. لأن خطاب أردوغان سيكون ممكنا بموجب حرية التجمع وحرية الرأي في ألمانيا.

كما أنه سيأتي إلى ألمانيا -كما فعل يلديريم- كشخص عادي.

كما أن الفعالية ستنظم من منظمة خاصة مثل اتحاد الديمقراطيين الأتراك – الأوروبيين، فهم سيدعونه ويستأجرون المكان، وبذلك لن يتمكن المشرع الألماني من فعل شيء.

وقد ينزعج كثيرون لكون الرئيس التركي يستغل في ألمانيا تحديدا تلك الحقوق التي يقوم هو بتقييدها في تركيا.

ولكن ليس بإمكان هؤلاء المنزعجين تغيير أي شيء. الحاسم سيكون ما سيقوله أردوغان.

فلو دعا مثلا لاستخدام العنف ضد المعارضين، فعندها سنكون أمام “حالة خطرة”، من شأنها نزع الحق في التجمع. كما أن أي تصريحات معادية للدستور الألماني ستكون محظورة.

ولكن مثل هذه الأخطاء لن يقع فيها أردوغان.

كما أنّ من المستبعد جدا أن ترى الشرطة وجود خطر مسبق لهذا التجمع، فتقرر منعه، بحجة احتمال حدوث مشاجرات مثلا.

وبالعودة إلى خطاب يلديريم في أوبرهاوزن، تجنب رئيس الوزراء التركي الحديث عن مواضيع حساسة، مثل إعادة فرض عقوبة الإعدام. فعل ذلك الجمهور من خلال صيحاتهم الجانبية.

الأمر نفسه قد يحدث مع أردوغان.

استبعاد الفيتو من الحكومة الألمانية

ولكن الأمر سيكون مختلفا، لو قرر أردوغان القدوم والحديث بصفته الرسمية كرئيس للدولة التركية.

فهذا يمكن منعه قانونا، استنادا لحكم المحكمة الإدارية العليا في مونستر، الذي أصدرته في صيف 2016 والذي أيدت بموجبه حظر الشرطة لخطاب أردوغان عبر الإنترنت أمام فعالية تركية كبرى في كولونيا.

من جانب آخر، بإمكان الحكومة الألمانية أن تعترض على الزيارة، لأنها لا تصدق أن أردوغان قادم بصفته شخصا عاديا، وإنما سيتحدث بصفته الرسمية.

ولكن مثل هذا الحظر ليس وسيلة قانونية وإنما سيكون إشارة سياسية. إلا أن علاقات تركيا مع ألمانيا خصوصا ومع الاتحاد الأوروبي عموما، وخاصة الاتفاق بشأن اللاجئين، يجعل مثل هذه الخطوة غير متوقعة.

والحكومة الألمانية ليس لديها حتى الآن أي معلومات حول زيارة مزمعة للرئيس التركي إلى ألمانيا.

Read Previous

غوغل تطلق تقنية لرصد التعليقات المسيئة

Read Next

بتعليمات ملكية سامية .. المغرب يطلب الانضمام للمجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الغربية