11 سنوات على تفجيرات 16 ماي 2003

كلما حلت ذكرى تفجيرات 16 ماي التي هزت أرجاء الدار البيضاء، في 2003، تبزغ من الذاكرة الجماعية للمغاربة محطة قاتمة في حياة المملكة، واليوم تختتم 11 سنة كاملة تختزل حكاية قوامها الأحزمة الناسفة والدماء.

16 ماي 2003: الذاكرة الموشومة

11 سنة، لم تكن كفيلة لتجعل الأحداث الإرهابية التي طالت العاصمة الاقتصادية تتلاشى من ذاكرة، إبراهيم، هذا الرجل الستيني، الذي يسرد وقائع ما حدث بأدق التفاصيل بشفاعة من ذاكرته الفولاذية.

إبراهيم يتذكر كيف أن تفجيرات نفذها 12 انتحاريا وقضى على إثرها 31 مدنيا وشرطيان، بعدما كسرت سكون الليل البهيم ذات ليلة جمعة في الدار البيضاء، وقد أفاد بأنه “منذ ذاك الحين تغيرت أمور كثيرة، والمغاربة فطنوا لتهديدات تتربص باستقرار البلد الدوائر”.

إبراهيم، ليس بمحلل سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي لكنه لا يعدم خليطا من الأفكار التي يتنافح بها المحللون حول هذه الأحداث، لكنه أكد بأن 16 ماي 2003، أثبتت بأن الإرهاب ارتدى لبوسا عالميا ولم يعد يفرق بين البلدان العجمية ولا العربية وليس من أدواته غير مغفلين جرى حشو عقولهم و”برمجتهم” لتفجير أجسادهم وتحويلها وأهدافهم إلى أشلاء .

إبراهيم أبى إلا أن يدلي بدلوه إزاء الأسباب التي يراها كانت سببا في تفجيرات 16 ماي 2003، قائلا إن الأمر يتعلق بأحداث إرهابية ستظل موشومة في الذاكرة الجماعية المغربية، وليس من المعقول ربط حدوثها بتفشي قسمة ضيزى بين شرائح المجتمع ككل، لأن الأمر هكذا كان قبلا وسيظل فيما بعد، ولأن سنة الله فوق أرضه أن يعيش فيها الغني بجوار الفقير.

16 ماي وسياق الاحتقان الاجتماعي

لكن وفق، نبيل، الذي يزحف نحو سن الأربعين، فإن ما ترسب لديه عن تفجيرات 16 ماي 2003، لا يعدو شذرات من سياق اجتماعي كان أخف مما هو عليه الواقع الآن.

نبيل أبى إلا أن يعرج على ما يخالجه كواحد من أبناء هذا الوطن، بخلاف الإرهاب الذي لا دين له ولا وطن، كما قال، قبل أن يحيل على أن تفجيرات 16 ماي 2003، لم تكن لتتم بمعزل عن أسباب متعددة أبرزها البون الاجتماعي الذي يفرق بين شرائح المجتمع المغربي أكثر مما يؤلف بينها.

أيضا نبيل لم يعد يلقي بالا لهذه الذكرى، أو بالأحرى نسيها بسبب ترقبه ما قد تسفر عنه “مقايسة” المحروقات في المملكة كما أقرت حكومة عبد الإله ابن كيران، وغيرها من المنتوجات التي طالتها زيادات أخرى مع نذير بدوام هذا الأمر دون توقف.

تفاصيل الحكاية الإرهابية

ولسرد بعض من تفاصيل حكاية 16 ماي 2003، فإن 14 انتحاريا شنوا هجمات على فندق ومطعم وناد إسباني ومقبرة لليهود في مدينة الدار البيضاء أسفرت عن مقتل 45 شخصا بينهم 13 انتحاريا بالإضافة إلى عشرات الجرحى ووجهت الاتهامات إلى “السلفية الجهادية” التيار الديني المنبثق عن “التيار السلفي الوهابي” الذي تجاوزت حدود مملكة آل سعود لينتشر في مختلف بقاع العالم، بعدما ترعرع في أفغانستان وزار البلدان العربية قبيل وعقب تفجيرات الحادي عشر من شتنبر عام 2001.

وشكلت التفجيرات صدمة غير مسبوقة لمجتمع وسطي، وفق ما أكدته مختلف نتائج استطلاع للرأي ولعل أبرزها المتعلق بمركز ‘بيو الأمريكي’ والذي أفاد بأن المغاربة متدينون لكنهم يرفضون العمليات الانتحارية بنسبة 74 بالمائة فيما يرى 92 بالمائة منهم أن طاعة المرأة لزوجها واجب ديني وأن 85 بالمائة من المستجوبين يقولون بأن المرأة حرة في ارhttps://bo.casanet.ma/fr/node/add/article-menara-en-arabeتداء الحجاب و72 بالمائة يرون أن الترفيه الغربي لا يعارض الإسلام.

واستند نبيل على الموعد الشهري الذي حينه تتحدد الزيادات أو النقصان الذي قد يطال بعضا من مشتقات البترول، قبل أن يؤكد دوام السياقات التي ساهمت في موجة احتقان استغلها دعاة الإرهاب لتأطير ضعاف النفوس وتسخيرهم لتحقيق مآرب لم تتحقق لهم بعد.

Read Previous

ويستمر مسلسل تاعرابت مع المنتخب الوطني…

Read Next

مؤشرات “مشجعة” على وجود غاز بسيدي مختار