هشكار مخرج شريط”تنغير القدس، أصداء الملاح”: “لا يعني سفرنا إلى إسرائيل أننا نبارك سياستها”

ازداد كمال هشكار، مخرج الشريط الوثائقي “تنغير-القدس: أصداء الملاح” بتنغير، ودرس التاريخ بجامعة السوربون. وقد لقي شريطه “تنغير القدس، أصداء الملاح”، الذي يعرض بالقاعات الفرنسية منذ تاسع أكتوبر الماضي إقبالا كبيرا بإسرائيل وأوروبا والمغرب…لكنه خلق العديد من ردود الفعل كذلك. وفيما يلي ترجمة لمقتطفات من الحوار الذي خص به مجلة “جون أفريك”.

كيف خرج مشروع شريطك إلى الوجود؟

كنت، في بادئ الأمر، قد شرعت في عمل جامعي حول اليهود المغاربة بتنغير، لكن كل شيء تغير سنة 2007، حين شاركت في رحلة إلى اسرائيل مع جمعية “التحدث بسلام” التي تسعى إلى التقرريب بين اليهود والمسلمين، وهناك قابلت شخصا ينحدر من تنغير، وهو ما لم أفكر فيه يوما، وحينها لم أعرف هل تعلق الأمر بصدفة أم أنه القدر الذي قادني إلى مقابلة هذا الشخص الذي ينحدر من مدينتي، ويجعلني أفكر في إخراج هذا الشريط.

هل تفاجأت من ردود الفعل التي أثارها “تنغير القدس: أصداء الملاح”؟

يجب أن أشير إلى أنها المرة الأولى التي يشاهد فيها المتفرج المغربي شريطا على القناة الثانية يتحدث عن اليهود المغاربة بإسرائيل وهم يتحدثون الأمازيغية والدارجة. وعلى العموم، فقد كانت ردود الفعل جيدة بالمغرب، رغم وجود بعض المتطرفين الذين صنفوا شريطي في خانة الأعمال الصهيونية، فيما وصفتني جريدة إسلامية ب”الخائن”. شريط “تنغير-القدس: أصداء الملاح” يتطرق للقضيتين اليهودية والأمازيغية بالمغرب. ولم أتفاجأ بالنقاشات التي أثارها الشريط بالمغرب، لأنه يمشي ضد التيار ويتطرق لموضوع الهوية الجماعية.

وماذا عن العلاقة بين قضية اليهود بشمال إفريقيا والصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

لا يعني أننا حين نتردد على إسرائيل فإننا نبارك سياسة الدولة العبرية، فهناك أناس وقصص وأرض… ولعل أجمل عرض لشريطي هو الذي تم بالقدس، حيث جمعت إسرائيليين وفلسطينيين لمشاهدته. وخلال إحدى اللحظات، كانت هناك إسرائيلية تنحدر من المغرب قالت “الأرض للجميع”، وهي القولة التي تلخص كل شيء.  

كل ما يمكننا القيام به هو العمل للتقريب بين اليهود والمسلمين، الذين عاشوا لسنوات في سلام وتناغم فيما بينهم، عكس ما يقوم به المتطرفون اليهود والمسلمون.