الحل هو الثورة وهي آتية لا ريب فيها

العنوان ليس من وحي الرحمان، ولكنه خلاصة مقال تحت عنوان “نهاية السياسة” بقلم قصير الثوار الذي يبشرنا أن الثورة آتية لا ريب فيها لأن حميد شباط توصل ببرقية تهنئة ملكية ليلة انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال، عندما كان حزب الاستقلال يعتمد تقليد التوافق والإجماع لتعيين أمنائه العامِّين، ٱعتبر الأمر تغييبا للديمقراطية الداخلية ووحي يوحى وعندما اختار قادة الحزب العتيد الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، واختار أن يكون خليفة عباس الفاسي منتخب انتخابا ديمقراطيا، لم يجد قصير الثوار ما يطعن به في نزاهة العملية سوى ربط الأمين العام الجديد بمخطط عوض احترام إرادة كبار ناخبي حزب الاستقلال، أعضاء المجلس الوطني أعلى هيئة تقريرية في الحزب بعد المؤتمر، ولأن حميد شباط أصبح أمينا عاما لحزب الاستقلال فلا بد من ثورة في البلد حتى تتم الإطاحة به والإطاحة بجميع الأمناء العامين للأحزاب الوطنية الذين انتخبوا في السنوات القليلة الماضية أو الذين سينتخبون في السنة الجارية أو السنة المقبلة.

و لأنها ثورة آتية لا ريب فيها، فانتظروا أن يأتي قصير الثوار ممتطيا دبابته ليدك قلاع الأمناء العامين الذين ارتضتهم قواعد أحزابهم، ويتم تنصيب خلفاء لهم يرضى عنهم دعاة الثورة التي “لا رايب ولا سمن فيها.”

 عجيب أمر هؤلاء الذين يتجاوز دورهم دور الصحافي الذي يغطي الأحداث إلى صانع الأحداث سواء السياسية أو الرياضية أو الاجتماعية أو النقابية، فهم أعضاء في الحكومة يعارضونها من داخلها ومن خارجها، وهم رياضيون يعارضون الجامعة من داخلها ومن خارجها وهم نقابيون يسيرون النقابة من الداخل ومن الخارج يتصورون أن “بكلام جرائد” يمكن أن يكونوا فاعلين، فلما لا يتطوع أحدهم ويتكلف بتدريب الفريق الوطني ويطلب خدمات كل باعة الكلام حتى ينوبوا عن الجامعة وعن الناخب الوطني، ويتولون قيادة المنتخب إلى الانتصارات، ولما لا يتطوعوا للعب مكان الفريق الوطني……. لقد انتظر الناس طوال عام من الحراك لينزل الثوار ويعبئوا الشعب المنتظر ويفرضوا أنفسهم في الشوارع والأزقة.

وما الذي يمنعهم من ثورة الثوار.. أكيد لا أحد، لكنه الشرط الموضوعي، الثورة أو غيرها تنتصر بالمشروعية الشعبية وهي التي تحمي شباط وأخرست غيره، رغم أن في حزب الاستقلال أطر كثيرة متعلمة ومتخرجة من أرقى الجامعات الدولية لكنها رفضت أن تنازله على أرضية المشروعية الديمقراطية.

إن افتقاد باعة الكلام للمشروعية الشعبية والمشروعية الديمقراطية يشكل العامل الرئيسي الذي يجعل باعة الكلام ينتقدون “البام” صباحا ويتسللون ليلا للقاء مع قادته طمعا في الذي لم يعد يأت.

فمن يستطيع الثورة فليثور، فالثورة تعني تغييب المشروعيات الديمقراطية والشعبية والقانونية، وعندما تغيب المشروعيات الشرعية تحضر مشروعية الغاب بتفاصيلها المرعبة، فبطل مقتل القذافي من الثوار قتله الثوار بعد حين رغم أنه لم يكن من باعة الكلام، وكان حاملا سلاحه ضد دكتاتورية القذافي صاحب وكالة “جانا” أيام الجماهيرية العظمى.

عندما ينضب معين الصبيب، يكثر صراخ أصحاب الحليب ومشتقاته ومنها الحليب الرائب والذي لا رايب فيه.

فمن شاء من القُصّرِ فليثور فطوال القامة كثر وهم مناعة للثائرين على موائد “البام”.

أكورا بريس

Read Previous

السرسك يقبل دعوة برشلونة بشروط ويستغل المناسبة للقيام بحملة في إسبانيا للتعريف بمعاناة الشعب الفلسطيني ورياضييه

Read Next

استطلاع: أمريكيون يفضلون “أحمدي نجاد” على أوباما لرئاسة الولايات المتحدة