ضرورة انخراط الأسرة في مرحلة التعليم الأولي لتنمية الرأسمال البشري للأجيال القادمة

(و م ع)

الصخيرات – أكد مشاركون في الجلسة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، اليوم الخميس بالصخيرات، على أهمية انخراط الأسرة في مرحلة التعليم الأولي لتنمية الرأسمال البشري للأجيال القادمة.

وشدد خبراء وباحثون في هذه الجلسة التي تمحورت حول موضوع “المشاريع والأدوات المبتكرة للتنمية المعرفية والإدراك الحسي للأطفال”، على دور الآباء في مواكبة الأطفال في رحلتهم التربوية المبكرة، وبالتالي الاستثمار في أجيال المستقبل وإدماجها في عجلة الانتاج وضمان مشاركتها في النمو الاجتماعي والاقتصادي الشامل للبلاد.

وأبرز المتدخلون في الجلسة الاولى لهذه المناظرة المنظمة حول موضوع “تنمية الطفولة المبكرة، التزام نحو المستقبل”، ضرورة تكوين المربين لضمان معيار الجودة في التعليم الأولي، الذي ينبغي أن تواكب آلياته المعرفية التطور الذي يشهده هذا الحقل على المستوى الدولي، داعين إلى إحداث “مدرسة لأولياء” الأطفال لمساندتهم في مواكبة أبنائهم في هذه المرحلة المعرفية، بغية كسب رهان تعميم التعليم الاولي وتنمية الطفولة المبكرة والاستثمار في الرأسمال البشري وفقا للتوجيهات الملكية السامية.

وفي هذا الصدد، أكدت مسؤولة برامج التنمية البشرية لمنطقة غرب افريقيا لدى البنك الدولي، السيدة صوفي نوداو، على أهمية توفير نظام متكامل لتنمية الطفولة المبكرة، مشيرة إلى أن الأطفال “اجتماعيون بطبعهم يكتسبون المعارف عبر التفاعل الإنساني”.

وبعد أن ركزت على أن مرحلة التعليم الاولي أساسية لنمو الطفل، أبرزت السيدة نوداو أهمية تحقيق معيار الجودة في التعليم الاولي، الذي يتم عبر التكوين المستمر للمربين، مبرزة الدور الذي يضطلع به المربي الكفء في التنمية المعرفية والاجتماعية للطفل خلال مراحل سنواته الأولى.

أما المدير العام للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، السيد علي قيشوح، فتطرق إلى سبل تطوير التعليم الأولي بالوسط القروي، مذكرا بإطلاق البرنامج الوطني لتعميم وتنمية التعليم الأولي، الذي يهدف إلى ضمان هذه المرحلة من التمدرس لفائدة نحو 700 ألف طفل سنويا في أفق 2027- 2028 .

وذكر السيد قيشوح أيضا بإطلاق برنامج آخر من لدن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع المؤسسة المغربية المذكورة، ومؤسسة زاكورة، يروم إحداث 10 آلاف فصل دراسي جديد في مختلف أنحاء المملكة لاستقبال حوالي 250 ألف طفل على مدى خمس سنوات، مؤكدا أهمية كسب تحديات تعميم التعليم الأولي بالوسط القروي، المرتبطة أساسا بعراقيل الجغرافيا والكلفة اللوجستيكية وتأطير المربين.

من جانبها، أكدت كريمة غرانت، مديرة مركز “إيماجناشن أفريكا” (السينغال)، على أهمية تغيير الآفاق الكلاسيكية للتعليم خلال الطفولة المبكرة نحو ممارسات مبدعة ومتجددة، تعتمد على إثارة الفضول لدى الأطفال عبر الألعاب والتفاعل والأنشطة اليومية، مشيرة إلى أن “المربين الأوائل للأطفال هم الآباء”.

ودعت غرانت في هذا الصدد، إلى تطوير الفضاءات العمومية الخاصة بالأطفال لمواكبتهم في رحلتهم التربوية، معتبرة أن اللعب يشكل أفضل آلية للتعلم في هذه المرحلة، إذ يمكن الأطفال من التعبير عن ذواتهم وتعزيز ملكة الإبداع لديهم.

من جهتها، نوهت شيمبا راغانفان، مختصة في تنمية الطفولة المبكرة بصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف)، بمضامين الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، باعتبارها “تكرس الالتزام السياسي للدولة بالاستثمار في الطفولة المبكرة “.

وتحدثت المسؤولة الأممية عن الجهود التي تبذلها اليونيسيف وشركاؤها في مجال الطفولة عامة، ورعاية الطفولة المبكرة على وجه الخصوص، مشيرة إلى الآليات المعرفية والتربوية التي ينبغي تطويرها لفائدة الأطفال في هذه المرحلة الأولية.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه المناظرة بالرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس للمشاركين في هذه الدورة، التي تتزامن مع الذكرى الأولى لإعطاء جلالته انطلاقة المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (19 شتنبر 2018).

وتتواصل أشغال الدورة الأولى من المناظرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تنظمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتنظيم ثلاث جلسات حول “المشاريع والأدوات المبتكرة للتنمية المعرفية والاجتماعية للأطفال”، و”المشاريع والأدوات المبتكرة لصحة وتغذية الأم والطفل”، و”نحو سياسة مندمجة لتنمية الطفولة المبكرة”، وذلك بمشاركة ثلة من الأساتذة الباحثين والأكاديميين والخبراء المغاربة والأجانب من ذوي الاختصاص.

وسيعرف هذا الحدث، الذي يحضره أزيد من 500 مشارك يمثلون المؤسسات والهيئات الوطنية والدولية والمجتمع المدني والجماعات الترابية والقطاع الخاص، تنظيم حفل توزيع جوائز هاكاثون التنمية البشرية، وهو مسابقة لأفكار المشاريع المبدعة، لفائدة الفرق الاثنتي عشر الفائزة في الهاكاثون الجهوي.

وتسعى هذه المناظرة، بالأساس، إلى تحسيس كافة الأطراف المعنية بالرهانات المرتبطة بتنمية الطفولة المبكرة، وكذا تبادل الآراء حول تصور المبادرة والمقاربة التي تنهجها في هذا الإطار للمساهمة في النهوض بهذه الفئة، وخاصة من خلال إبراز الدور الفعال للاستثمار في الطفولة المبكرة في تنمية الرأسمال البشري وإعداد الأجيال الصاعدة.

Read Previous

جلالة الملك: الاستثمار في الجوانب اللامادية للتنمية البشرية يشكل المنطلق الحقيقي لبناء مغرب الغد

Read Next

A powerful way to Play Free online games