مفهوم الوطن والإسلام الجهادي في عرف “زعطوط كوم”

رفض مغربة المستنقع السوري والعنف الجهادي داخل وخارج المغرب هي مسألة مبدئية لا تحتمل منطق “تخلاط لعرارم” بالنسبة لكل الديمقراطيين، بغض النظر عن إيمانهم من عدمه بالحداثة وبكافة الحريات العامة والخاصة كرزمة واحدة، لكن “زعطوط كوم اللحاس”لا يؤمن إلا بالعداء الأعمى للمغرب، فهو الناطق بإسم الانفصال، لا يروج إلا أخبار وكالة أنبائهم ويخدم أجندة اليمين الإسباني عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن المصالح الإسبانية، ويبث تراهاته حول الملكية وفاءا لأجندة “الزعيت الكاموني”.

آخر سقطات “زعطوط كوم” هي محاولة تبرئة إرهابي “أرڭانة” من خلال الترويج لفدلكة براءته، وأنه عرضت عليه الملايير من أجل أن يتحمل الوزر الجنائي للعملية، وأنه رفض وأن العملية تدخل في إطار مخطط  لوقف زحف الربيع العربي، كأن شارع الربيع العربي لا يرتوي إلا من سواعد القتلة.

رواية الإستبلاد نسيت أن الملف وأدلة إدانة عادل العثماني أثقل من أن تهزها ترهات زعطوط  ومعتوهه المحكوم بالإعدام، وأن تسجيلاته بالصوت والصورة وهو يجرب صنع متفجراته و صواعقها بتوجيه من القاعدة عبر “السكايب” وجدت طريقها إلى المغرب من أكثر من بلد وأن ما ضبطه المحققون في منزل والده غير المسكون بتفاصيله التي عززت ملفه هي أكثر من كافية لإدانته بأكثر من الإعدام الذي نتمنى ألا ينفذ حتى يعيش المعتوه أكثر مدة ممكنة خلف القضبان، عوض إراحته بتنفيذه بشكل سريع كما يطلب ليرتاح من كوابيس جرائمه.

“زعطوط كوم” لا يجد نفسه إلا في الروايات الهشة حتى يفيد المطلوب داخليا وخارجيا، فهو لا يبحث إلا عن الإساءة لكل الفاعلين، وهي مرحلة سيعرف قريبا أنها انتهت وأن للبيت ربا يحميه، وأن المغرب الديمقراطي لا يمكن أن ينجح مع استمرار التجاهل الذي قد يتحول إلى تواطؤ مع زعطوط وبني شاكلته من الزعاطيط الصغيرة، الذين يتكالبون على البلد وما ولد، لأن الدفع بتجاهل الزعاطيط المسعورة لأنها تافهة ولا تساوي شيئا، وأن البلد أقوى من أن يهز أركانه صبية يتحركون بأجندة مكشوفة، وإن كان حقيقيا فهو منطق مردود لأن للقذارة حدود وللصفاقة  حدود، وأن الحق في الرأي وحرية التعبير لا يستقيم مع الإساءةالممنهجة وترويج الأكاذيب بالطول والعرض  واتخاذ مواقف لا تخدم التطور الديمقراطي للبلاد.

كتيبة “الزعيت الكاموني” خاضت “معركة دانيال” بخلفية الإساءة على أمل خدمة مصالح القابع وراء الستار، كما حصل عندما تحركت ماكينة “الزعات الأكبر” عن طريق إحدى صحفيات الكتيبة التي لم تجد مكانها مهنيا في ميدي 1، وعوض أن تنشر مقالها التحفة حول صحفي مغربي كبير عند حسين المجدوبي الذي طلب المقال بتفاصيله، اقتدت بنصيحته وأرسلته إلى أحد المواقع، حيث استفاد من النشر بموجب مسطرة الرأي والرأي الآخر في إطار “تعددية العرام”، وبعدها تكلفت الكتيبة ليلا والناس نيام من أجل جلد الصحفي الكبير فقط لأنه نشر في رمضان رأيا حول الأمير مولاي هشام، لكي يبقى زعطوط  كوم وزعاطيطه من باعة الزعيت الكاموني وحدهم في الميدان.

الإرهاب إرهاب والعمل السياسي الديمقراطي عمل سياسي، تختلف الناس ولكنها تحتكم للديمقراطية أيا كانت درجة الخلاف فوحده الشعب يحكم ويفصل ويختار بين الفرقاء، غير أن الصفالديمقراطي تحاول إختراقه بين الفينة والأخرى خفافيش الدم والظلام التي تسعى إلى شل دولة الحق والقانون حتى تسود ويسود مفهومها للإسلام، كما يحصل الآن مع تنسيقية المعتقلين الجهاديين والتي يترأسها أحد قدماء المقاتلين في البوسنة من خلال السعي إلى تبرئة كل الإرهابيين من دم المغاربة والتغطية على تحويل التنسيقية إلى وكالة لتجنيد الإنتحاريين للقتال في جميع بؤر التوتر وخصوصا سوريا.

في إطار إختراق الصف الديمقراطي تنظم التنسيقية بين الفينة والأخرى وقفات تضامنية مع المعتقلين الجهاديين وتصدر للضرورة بيانات حول أوضاعهم التي لا يمكن أن تكون إلا أحسن من أوضاع باقي السجناء الذين لا تنسيقية لهم، فقط من أجل التغطية على عملها في تجنيد المقاتلين كملحقة للقاعدة في المغرب و بتمويل من نشطائها في بريطانيا.

فمنذ بداية الحرب الأهلية في سوريا، كثير من المسؤولين المحليين للتنسيقية، خصوصا بفاس وتطوان وطنجة غادروا المغرب للجهاد في سوريا، ومنهم من غادر لأخذ تجربة قتالية في أفق العودة إلى المغرب وفي مقدمتهم أكثر من 100 معتقل جهادي سابق في المغرب.

المسلم لا يقتل المسلم إلا خطأ، لكن التنسيقية وبدعم من “شيوخ البطبوط ” وبعض نظرائهم من شيوخ الإسلام الحركي نسوا بعد لقاءات القاهرة واسطنبول إيمانهم بالعمل السياسي وعادوا إلى أصولهم من خلال الدعوة إلى الجهاد واقتتال المسلمين فيما بينهم، فيما يتكلف محمد الكربوزي والمقربين منه في بريطانيا بتمويل تحرك الجهاديين و الإشراف على معسكر المغاربة في ريف اللاذقية بسوريا.

فالجهادي يكون في عرفهم مهما حتى يتطوع إلى الجهاد ويسافر إلى سوريا و يتدرب هناك، وإذا مات وانقطعت أعماله إلا من ثلاث ينقطع الدعم عنه وعن ذويه كما حصل في حالات شباب حديثي العهد بالزواج ماتوا في المعارك وتركوا حالات انسانية لا يقبلها العقل، فمن يتحمل وزرها اليوم وغدا أمام الله، كما حصل لأرملة معاوية الضعيف من عين السبع في الدار البيضاء، الذي توفي منذ ثلاثة أيام في ريف اللاذقية و ترك رضيعا لا يتجاوز عمره شهران و زوجة و أما عاطل و أبا كفيفا، مات إلى جانب صديقهفي الحي محمد مروان، مات يوم ثاني العيد عندما كان شيوخ الجنائز و المآتم الذين أصدروا الفتاوي يلتهمون البطبوط و كل ما تيسر من عجائن العيد و طيبات الحياة بدون أن يتساءل و لا واحد منهم عن المآسي التي تركتها و سوف تتركها فتاويهم التي أحلت اقتتال المسلمين في أرض الشام و رمت أبناءها في آتون القاعدة التي تفخخ أجسادهم و تفجرها في تجمعات غيرهم من المسلمين استلهاما لفهم للاسلام يبيح اقتتال المسلمين فيما بينهم، ويبيح قتل السني للشيعي وقتل الشيعي للسني وقتل الشيعي للشيعي وقتل السني  للسني بإسم الإسلام.

Read Previous

كانو غادين يطليوها: إعتقال مغربي وغينيين وكاميروني وكونغولي وبحوزتهم 200 مليون سنتيم من الدولار المزور

Read Next

امرأة تضع مولودها بطائرة تابعة ل”لارام”