أسرار 20 فبراير التي يتحاشاها امساميم المغرب.. الشعب الرقم الأصعب في المعادلة

غداة البيعة رفض الملك محمد السادس أن يكون ملك العاصمة، وقرر أن يكون مُلكُهُ على جواده تيمنا بجده الحسن الأول الذي طاف المغرب من أقصاه إلى أقصاه، ويوم وفاته خفر محلته القايد المعطي من السراغنة إلى البروج حيث أعلنت وفاته رسميا في حماية ركب القايد أحمد.

لقد كان حلم الحسن الأول أن يعيش إلى جانب الشعب في كل ربوع المغرب وعلى هديه سار محمد السادس فلم يترك مكانا إلا زاره في المغرب كل يوم كل أسبوع كل شهر كل سنة منذ توليه عرش الأكرمين.

كثيرون لم يفهموا في البداية سر الإيمان بالشعب وفي مقدمتهم بعض بيروقراطيي الرباط الذين استطابوا الكراسي الوثيرة والمكاتب المكيفة في العاصمة ولا يفهمون مشاكل المغرب إلا من خلال الملفات….وحده ملك المغرب فهم أن مشاكل المغرب تبدأ من مقاربة القرب للمشاكل والحلول والمتابعة الدورية للإثنتين على الأرض.

بعد 12 سنة من الحكم بدأ ربيع الديمقراطية العربي وخرج النشاز للشوارع يطالبون بالجمهورية وبتركيع النظام الملكي وصلبوا المؤسسات وتنطعوا كما شاءوا، غير أن شركاء المؤسسات في تدبير الشأن العام والشأن السياسي سلكوا طريق المؤسسات من أجل المطالبة بتقويم بعض الإختلالات الدستورية وتطوير أداء بعض الآليات وكان لهم ما طلبوا، وكان خطاب 9 مارس ليس من أجل الذين خرجوا ولكن من أجل الشركاء الأوفياء للمؤسسات الذين لم يخرجوا وكان دستور التوافق الوطني القابل للحياة الذي صادق عليه الشعب يوم فاتح يوليوز

بالمقابل امساميم المغرب الذين يمثلون أقلية النشاز التي تقرأ الواقع بالمقلوب هيأت عشية عشرين فبراير كل شيء من أجل الإعلان عن ثورة تطيح بالمؤسسات نعم كل شيء.. تصريحات صحافيةاستمالة أكثر من منبر إعلامي أجنبي، دعم الجزيرة، الشعارات الرنانة، لافتات الرحيل، بيانات النفخ في الأرقام، كل شيء، أشباه المثقفين لتزكية واقع مفبرك لدفع عامة الناس للخروج.

خرج المساميم وخرج المساميم، وأعاد المساميم الكرة مرات ومرات ولكن الشعب لم ينتصر لخيارهم.

يوم فاتح يوليوز صوت للدستور أكثر من تسعة ملايين بلطجي ومقرقب وشمكار ومرتزق وكنت أنا واحدا منهم اختاروا المؤسسات والآليات التي يرتضيها الشعب للمرحلة المقبلة.

نعم إنه الشعب الرقم الأصعب في المعادلة الذي من أجله هجر محمد السادس الرباط وعاش إلى جانبه في السهول والجبال والخيام يحمل مشاريع القرب والتنمية المحلية لرفع المعاناة عن شعبنا

عندما أعلنت النتائج فهم أباطرة الرباط بعد عشر سنوات ونيف سر ملك عرشه على التي في ناصيتها الخير، وفهموا أنه سر الأسرار هو القرب من الشعب، وأن محمد السادس عندما يهجر الرباط فإنه يهجر كل فصول الدستور ولا يقتضي إلا بفصل واحد غير مكتوب لا في الدستور ولا في القوانين إنه فصل عرفي لا يعرفه إلا الذي عرف تاريخ المغرب وحقائقه بعيدا عن الكائنات التي تعيش طول العام خارج المغرب تمارس الاستمناء الأكاديمي والمعرفي والإعلامي وتحاول أن تطل على الشعب من فوق من خارج منطق القرب

الآن بعد أن فهموا الدرس عليهم أن يعودوا من حيث أتوا أو يفهموا الشعب فالانتماء للمغرب لا يُزكيه فقط تناول لحريرة في رمضان والكسكس نهار الجمعة إنه أكثر من ذلك وقربهم السابق من بارونات الإدارة العمومية والمؤسسات المالية أوهمهم أنهم يعرفون الشعب

كلا ثم كلا فأنتم لستم للشعب بالعارفين وتعرفون فقط كائنات نشاز لا أنتم ولا هم يمثلون الشعب.

أكورا بريس

Read Previous

شريط صور: اعتقال شخص احترف الاجرام بالبيضاء ووُصف بالخطير

Read Next

سطات: 44 جريحا منهم أطفال ونساء في حادث اصطدام حافلتين للركاب