اختفاء قسري لحكومة بنكيران

بقلم: خالد أشيبان

مر شهران بالكمال والتمام على تعيين حكومة السيد بنكيران بالقصر الملكي بالرباط، ولم نر بعد أي إجراء اتخذته هذه الحكومة لتحسين عيش المغاربة وحل مشاكلهم التي تصبح ملحة يوماً بعد يوم. لم يخرج علينا رئيس الحكومة أو أيٍ من وزرائه بإستراتيجية شمولية أو قطاعية جديدة تحدد برنامجا واضح المعالم و سقف زمني لحل مشكل واحد من المشاكل المستعجلة.

مرت ستون يوماً ولم نر أي إجراء من “المائة إجراء في مائة يوم” التي وعد بها السيد بنكيران والسيد الخلفي (الناطق الرسمي باسم الحكومة) المغاربة خلال الحملة الانتخابية وطيلة مدة الانتظار بين التعيين الملكي والتنصيب البرلماني.

اختتم البرلمان بداية هذا الأسبوع دورته العادية الأولى دون أن يصوت على قانون المالية المختفي ونحن على مشارف شهر مارس بدعوى تحيينه ليصبح ملائما للظرفية الاقتصادية العالمية التي كان السيد الأزمي (الوزير المنتدب المكلف بالميزانية) يزعم أنها لن تؤثر على الاقتصاد الوطني وأن بمقدور حكومته تحقيق نسبة نمو تناهز 5,5% قبل أن تصبح 4,2% علماً أن المندوب السامي للتخطيط يصرح باستحالة تحقيق هذه النسبة وأن النمو لن يتجاوز 3,8% في أحسن الأحوال.

لم يخرج علينا بعد السيد وزير الشغل ليشرح لنا مخططه لمحاربة البطالة وإدماج المعطلين الذين وصلوا اليوم لحرق الذات. لم يقدم لنا بعد السيد وزير العدل مخططه لإصلاح المنظومة القضائية بعيداً عن مزايداته السياسية بمسألة العفو الملكي عن السلفيين أو قضية الصحفي رشيد نيني. لم نر بعد أي إجراء عملي لتحسين وضعية أسرة التعليم ولم يقدم السيد الوفا بعد مخططه لإصلاح التعليم وإعادة المؤسسة التعليمية العمومية لمكانتها وكيفية محاربة الهدر المدرسي ومعالجة الحالات الاجتماعية المستعجلة لنساء و رجال التعليم.

لم يشرح لنا بعد السيد بوليف (فيلسوف الحكومة) مخططه لتحسين الحكامة ولم نسمعه يتحدث إلا على صندوق المقاصة وكأن الحكامة تم اختصارها في صندوق المقاصة دون أن نفهم دور وزيرين للمالية إذا كان السيد بوليف هو من سيصلح هذا الصندوق.

مازلنا ننتظر الإستراتيجية المندمجة للشباب والإجراءات التي سيتخذها وزير الشباب والرياضة للنهوض بالرياضة، فافتتاح الملعب الكبير لمدينة اكادير كان مبرمجاً خلال شهر مارس 2012 واليوم لا ندري متى سيتم افتتاحه. والإستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب كانت جاهزة ولا تنتظر إلا الإعلان عليها من طرف مديرية الشباب و اليوم لا ندري ما مآلها، أما مراكز حماية الطفولة اليوم فهي في حالة تستلزم اتخاذ تدابير سريعة لتحسين وضعية الأطفال القاطنين بها.

 مازال المغاربة ينتظرون تنفيذ وعود السيد وزير التجهيز والنقل والإعلان عن لائحة المستفيدين من رخص النقل “الكريمات” ومقالع الرمال و و و … ننتظر كذلك السيدة الوزيرة وإستراتيجيتها لتحسين وضعية المرأة والأسرة والحالات المستعجلة لمعاقي هذا البلد الذين يعانون في صمت.

مازلنا ننتظر ولا ندري كم سيطول انتظارنا …

Read Previous

اللغة العربية من الدفاع إلى المأسسة

Read Next

صحف الأربعاء: وزراء بنكيران يهاجمون أسلافهم و”خيرات” يقول لا علاقة للاتحاد بعليوة وبعض الصحافيين منافقين وسذج