للمغرب ملك يحميه…

يوسف بحار _ إعلامي مغربي

فعلها الملك محمد السادس وكان الرد قاسيا ومزلزلاً، بقلبه الطاولة على أقوى الأسماء المسؤولة على قطاعات كبيرة وحيوية ببلادنا المغرب، ليشفي بذلك صدور الكثيرين، بل المغاربة جلهم الغيورين على سمعة الوطن وازدهاره الاجتماعي قبل الاقتصادي.

لقد رد الملك محمد السادس الاعتبار لكرامة القرارات السياسية التي تحمل بصمته شخصياً والتي يسهر على إخراجها لنور أرض الواقع وتسطيرها كبرامج ومشاريع مستعجلة لخلق الثروة و زرع الثقة في الرأسمال الحقيقي البشري… ربط المسؤولية بالمحاسبة عنوان عريض لهذا الزلزال المدوي الذي فض الجدل الواهي حول موعد المراجعة وكيفية الحساب… لقد أمعن الملك الحكيم ببعد النظر، وحنكة التدبير والتروي في معالجة ملف منارة المتوسط وتبعات الاختلالات التي شابته، وارتأى جلالته فتح بحث شامل وتحقيق دقيق لهذا المشكل قصد فرض دولة الحق والقانون، ليتم التحكيم بجملة من الاعفاءات والقطيعة مع العبث بصورة المغرب الحديث، الوطن الذي يسكننا ولا أحد يزايد في محبته على الآخر، إن القطيعة مع الفساد وعدم الاكتراث بالثروة الحقيقية التي ينعم بها وطننا الأمن ألا وهي الثقة التي تربط الشعب بملكه النبيل، هذه الثقة التي تتجسد في الحب والتلاحم والقرب من نبض الشارع الذي يسكن فؤاد هذا الملك المحبوب.

الْيَوْمَ ميلاد جديد لمكتسبات غالية وأسماها ربط المسؤولية بالمحاسبة، لن يعرف المسؤولون على إدارة شؤوننا بعد هذا الزلزال المثلج لصدور المكلومين من أبناء وطننا سوى اليقظة تفاديا للسقطة، سيَعزُفُ الكثير منهم عن مكاتبهم المكيفة وأريكاتهم المريحة نحو تتبع الاوراش وخدمة المواطن صراحة، سيقول المخلفون منهم إنَّا خلفنا وراءنا إدارة متهالكة وغارقة في الوحل والفساد ويجيبهم فورا وفي الحال تاريخ 24 من شهر أكتوبر 2017 أنه الزلزال الذي هز أركان فساد الادارة بإرادة ملكية تنِمُ عن الحكمة والرفعة لشأن دولة الحق والقانون التي رسم معالمها ملك شاب إعتلى عرش قلوب أبناء شعبه الأبرار.

هذا الزلزال هو رسالة صريحة من محمد ابن الحسن العلوي ملك المغرب الحديث، أن الوطن أكبر من تكهنات المتكالبين على روح اللحمة التي تربط العرش بالشعب، وإن القادم يحمل بشائر العدالة الملكية وترجمة الفرص والأفكار الى ثروة إجتماعية يتم تفعيلها اقتصادياً، وأن لا يركن اَي مسؤول إلى الخمول والتأفف من خدمة الصالح العام، وهذا الزلزال خير جواب للجيران الاشقاء فملىء السنابل تنحني من تواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ، خير الاوطان من لها ولي يدبر أمرها ويتألم لوجعها ويشقى ولا يكل في سبيل نماءها، فمن هم في السبات لا حظ لهم في ركب الحداثة وعنوان البيوت على أبوابها تقرأه، الحمد لله حمداً كثيراً أن جنَّد لوطننا المغرب ملكاً نبيلا يحميه.

 

Read Previous

نزار بركة: الاستقبال الملكي محفز على الانخراط في الإصلاحات الكبرى

Read Next

بالصورة: والد المرحوم فكري يعبر عن رفضه القاطع الإستغلال الإعلامي وغيره لوفاة ابنه لأغراض مشبوهة