الشيخ الفزازي يكتب: عبد الرحمن بن عمرو.. ذلك المعارض العجوز

بسم الله الرحمن الرحيم 
في شريط جديد على موقع ( بديل أنفو…) أرخى الأستاذ المحامي العجوز عبد الرحمن بن عمرو المعارض اليساري عنان لسانه وراح يرشق بالعبارات القدحية ويكيل بالجملة والتقسيط الاتهامات النابية بحق وبباطل لرموز قيادات الاتحاد الاشتراكي مثل عبد الرحيم بوعبيد واليوسفي واليازغي ولشكر وغيرهم… في تصريحات انتقامية لمواقفهم من الملك والملكية تحديدا. وأنا لا ولن أدافع عن هؤلاء فيما رماهم به المدعو فهم أقدر على صد هجماته. والأمر يخصهم وحدهم ولست وكيلا عنهم.
ما يهمني أنا هو ما ختم به بن عمرو هذه المقابلة الصحفية حيث اعتبر صلاة الملك خلفي وحضور خطبتي في مسجد طارق بن زياد بطنجة مؤخراً من تناقضات المخزن وتناقضات الفزازي سواء.
تناقضات المخزن!!
أولا: لٓوْكُه للفظ “المخزن” أكثر من مرة ينم عن جبن ظاهر. فكلما أراد توجيه الطعن لملك البلاد رأسا استعمل كلمة “مخزن” وهذا معروف عن المتحايلين باللفظ والمحتالين على القارئ بهذه اللفظة أو بكلمة “القصر” أو “البلاط” كلما أرادوا “الملك” شخصيا… هذا على قاعدة (واسأل القرية….) أي أهلها. والجبن هنا بيّن والمناورة صريحة.
وللتوضيح هنا فإن ابن عمرو هذا وأمثاله لا يستعملون كلمة “مخزن” إلا في سياق الذم. وهنا السؤال: ما المقصود بالمخزن؟ هل هو الدولة؟ هل هو الملك؟ هل هي الأجهزة الأمنية؟ هل هو السلك القضائي؟ هل هو الدستور أم القانون أم ماذا؟ أترك للمحامي المعارض الجواب. وإن كان الراجح أنه يستعمل اللفظ المذكور بحسب الحاجة، فهو تارة يقصد به الملك، وتارة البوليس، وتارة مستشاري الملك، وتارة أخرى جهاز أمن بعينه، أو كل الأجهزة الأمنية بدون استثناء… أو كل هذا الذي ذكرناه زيادة على الجيش والدرك والقضاء وكل ما يمتّ إلى السلطة والسلطان بصلة.
قوله بأن صلاة الملك خلفي تعبر عن تناقض المخزن!!!!! 
هذا يعني أن الملك هو المخزن. أو هو على رأس المخزن. وبوضوح يأتي التعبير مرة أخرى في سياق الذم. فالتناقض في قاموس هؤلاء لا مدح فيه ولا إطراء، بل هو ذم وقدح وازدراء… 
ولنتجاوز هذه العلاقة بين المخزن والتناقض لنقول: ما وجه التناقض في صلاة الملك خلف إمام صالح ومصلح ولا فخر؟ ما وجه التناقض في صلاة الملك خلف إمام ابتلي بالسجن ثماني سنوات تبين من بعد أنه بريء من كل ما نسب إليه من إرهاب.؟ ما وجه التناقض في حكمة من تسميه”المخزن” وهو يسجل سابقة نوعية على مسار طي ملف طالما أرهق المجتمع المغربي برمته؟. أين التناقض في بصيرة الملك وتبصره وشجاعته بإحداث هذا الحدث المتفرد والمتميز؟ ألم تطلع على ثناء الدبلوماسيين الدوليين الكبار أمثال سفراء أمريكا وابريطانيا وألمانيا وغيرهم على هذه الصلاة تحديدا؟ كيف يقدر الأجانب سياسة الملك ويثمنون مآلاتها فيما أنت يا بن عمرو ترى ذلك من تناقضات “المخزن”؟ أين أنت من إعجاب المغاربة بالحدث ، كل المغاربة ، النخبة ورؤساء الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والعلماء والخاصة والعامة… إلا من شذ وأنت منهم والشاذ لا حكم عليه. ومن شذّ شذ في النار….
كم أنا آسف على هذا الرجل العجوز الذي بلغ من الكبر عتيا… ويأبى إلا أن يلقى الله تعالى وليس في عنقه بيعة. وليسمح لي بتذكيره بالحديث الشريف إن كان يعنيه الاهتداء بالحديث الشريف فضلا عن الاهتداء بكتاب الله تعالى: 
في الحديث: (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية] رواه مسلم، وفي حديث عبد الله بن عباس عن النبي صَلَّى الله عليه وعلى آله وسلم [من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية] رواه مسلم، وحديث أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال [من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية]
والأستاذ بن عمر منذ أن عرفناه عرفناه وهو طاعن في الأمير أمير المؤمنين الذي يسميه “المخزن ” ولا يمكن أن تكون هذه الطعون والانتقادات كيفما اتفق من باب الطاعة الشرعية ولا حتى من باب النصح الواجب للأئمة. 
التناقض أو التعارض والتباين والاختلاف وما شابه لا يعني بالضرورة ذما ولا قدحا عند العقلاء، ولا يعني بالضرورة السوء والخلل… بل قد يعني فيما يعنيه الفضيلة والرجوع إلى الحق. فأن يكون شخص ما على فكر خاطيء تبين له فيما بعد خطأه وراجع نفسه وتراجع…. وقال غير الذي كان يقول مصححا قوله الأول ومصمما على التصويب… لا شك أنه ناقض نفسه. لكن ناقضها إيجاباً وليس سلبا… وهذا التصرف قد يرد من شخص أو جماعة أو مؤسسة أو من غير ذلك….. المصيبة أن صاحبنا بنعمر ومن معه، لا يعتبرون من كان مع النظام مثلا ثم خرج عليه… لا يعتبرونه متناقضا لأن مثل هذا الشخص يكثر سواد المعترضين والمعارضين. لكنه إذا كان ضدا على النظام ثم عاد إليه، هنا يكون متناقضا ومنتكسا ومنبطحا (وقالب الفستة وبايع الماتش) إلى غير ذلك من هذا الهراء
فأين يدخل تناقض الفزازي؟ في باب المدح أم القدح؟ وأين يدخل تناقض “المخزن” كما سماه بنعمر عندما صلى الملك صلاة الجمعة في مسجدي؟ في باب المدح أم القدح؟ 
أعلم أن ذلك كله يدخل في باب القدح والتنقيص والتسفيه عند كل عدو للاستقرار الوطني وللسلم الاجتماعي، لكنه يدخل في باب الحكمة والشجاعة والتبصير والبصيرة وبعد النظر … عند عقلاء الأمة والحريصين على أمن الوطن وأمانه وإيمانه.

لقراءة المقالة في مصدرها أنقر على الرابط الآتي:

 

 

Read Previous

جريدة إسبانية تثير حدث التحاق جنود من البوليساريو بشباب التغيير بتيندوف

Read Next

فرنسا : القبض على مغاربيين عادوا من الجهاد فى سوريا