تساؤلات حول الغموض الذي يلف قضية خيرية الحي الحسني بالدار البيضاء

بعد آخر جلسة شهدتها محكمة الاستئناف بالدار البيضاء شهر ماي الماضي فيما بات يعرف بملف “خيرية الحي الحسني”، حيث يوجد رئيس نادي “اليونسكو” وبعض المسؤولين رهن الاعتقال الاحتياطي، وفيما لا زال مدير الخيرية متابعا في حالة سراح، مع العلم أنه متهم رئيسي في هذا الملف، يقدم لكم موقع “أكورا” نظرة على تاريخ ومستجدات هذا الملف الذي لا زال لم يكشف عن جميع حقائقه.

عودة إلى الوراء

بتاريخ 25 شتنبر 2012، تم اعتقال ميلود أنور، رئيس مجلس تدبير دار الرعاية الاجتماعية الحي الحسني بالدار البيضاء إضافة إلى بعض الموظفين بتهم ممارسة العنف على النزلاء والاختلاس. ومنذ ذلك الحين وميلود أنور ومساعدوه يتواجدون رهن الاعتقال الاحتياطي بالمركب السجني عكاشة بالدار البيضاء، لكن لماذا تأخر إصدار الحكم في هذا الملف كل هذا الوقت، وما مصير هؤلاء الأشخاص الذين يقبعون بالسجن في انتظار حكم قد يصدر غدا أو بعد شهر أو بعد سنين؟

العصا فالرويدة

بعد أن استنفذ خصوم ميلود أنور جميع محاولاتهم لتلفيق العديد من التهم إليه كتعذيب نزلاء الخيرية وتجويعهم وإطعامهم أغذية منتهية الصلاحية…وبالرغم من تكييف القضية لتصبح من صلاحيات محكمة الاستئناف بعد أن تم إدراجها في البداية بالمحكمة الابتدائية، إلا أن الملف عرف تأخرا كبيرا في إصدار الحكم بشأنه، ذلك أن الطرف المدعي طلب استدعاء مدير الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للإدلاء بشهادته في اتهام رئيس جمعية “اليونسكو” بعدم صرف مستحقات موظفي الخيرية الخاصة بالضمان الاجتماعي، رغم وجود الشهادات التي تثبت أدائه لهذه المستحقات. ويقول أحد المقربين من ميلود أنور إن الأمر يتعلق بوضع”العصا فالرويدة”، لعلم أطراف القضية أنه سيلزم وقت طويل لحضور مدير الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، هذا إن تمكن من المثول أمام هيئة المحكمة.

تصفية حسابات

كما هو معلوم، فإن تفجير هذه القضية جاء بناء على شكاية تقدمت بها سعيدة أبوزيد للوكيل العام للملك، تتهم من خلالها أنور بتعنيف النزلاء وتجويعهم، وهي الاتهامات التي أكدتها إيمان قربال  التي ستتهم رئيسها بتقديم أطعمة منتهية الصلاحية لنزلاء الخيرية. ويذكر أن سعيدة أبو زيد كانت حينها قد قضت خمسة أشهر داخل المؤسسة كمنشطة مسرحية. وهذا ما يجعلنا أمام العديد من الأسئلة: كيف يعقل أن تكون كل من سعيدة وإيمان الوحيدتين اللتان وقفتا على ما يقع داخل مؤسسة الرعاية الاجتماعية الحي الحسني؟ فأين هو تقرير التعاون الوطني وتقرير لجنة التتبع التابعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟ لماذا تتم متابعة مدير المؤسسة في حالة سراح فيما يتحمل مسؤولية سير المؤسسة من الشق الإداري؟

قد يبدو سبب تحامل كل من سعيدة أبو زيد وإيمان قربال على ميلود أنور كافيا لإماطة اللثام عن بعض أوجه هذه القضية، فقد قام رئيس جمعية اليونسكو بإبعاد إيمان قربال عن إجراء مباراة لمنصب مساعدة اجتماعية نظرا لعدم توفرها على شهادة الباكالوريا، فيما يعود سبب “غضب” الممثلة سعيدة أبو زيد بعد أن رفض ميلود أنور تقديمها لمسرحية كانت تنوي عرضها نظرا لكونها تحمل في طياتها تحقيرا لوضعية نزلاء الخيرية.

 

 

 

 

Read Previous

فيديو : فضائح الجمع العام : البناني يدمر والبقية تنعم في الفوضى

Read Next

التجاري وفا بنك أفضل بنك بالمغرب خلال سنة 2013