حزب الحركة الشعبية يقدّم برنامجه الانتخابي الذي يعود إلى الجذور التاريخية للحزب

عقد حزب الحركة الشعبية مؤتمرا صحفيا لتقديم برنامجه الانتخابي يوم 10 غشت 2015 بالرباط تحت رئاسة الأمين العام السيد محند العنصر.

استهل الأمين العام المؤتمر الصحفي بعرض تناول فيه السياق العام الذي يحتضن هذا الاستحقاق الديمقراطي الهام وما يطرحه من فرص وتحديات على كل الفاعلين السياسيين والمجتمع برمته.

واستحضر السيد العنصر المنهجية التي تم اعتمادها للتحضير لهذا الاستحقاق في إطار حوار مفتوح ومشاورات واسعة داخل الحزب، كما أكد على روح التعبئة التي طبعت عمل مختلف اللجان التحضيرية من أجلضمان حضور وازن للحزب في الانتخاباتبما يتناسبوتمثيليته على مختلف مستويات التراب الوطني.  واستطرد مؤكدا أنه لا شك أن هذه المقاربة ستمكن الحركة الشعبية من ترصيد المكتسبات التي حققتها في مختلف الاستحقاقات الانتخابية السابقة، كما تضمن أوسع انفتاح للحزب على مختلف الكفاءات في أفق الاستحقاقات المقبلة.

وقال الأمين العام للحزب إن الأعمال التحضيرية سمحت بمنح آفاق واعدة للأرضية السياسية للحزب وبرامجه التي تم تجديدها بما يتماشى والتغيرات الهيكلية التي ميزت المشهد السياسي الوطني.

وفي السياق ذاته ذكر السيد العنصر بأن هذا البرنامج الانتخابي  انطلق من الواقع المتمثل في  أن الحركة الشعبية تعود جذورها التاريخية إلى  فجر استقلال المغرب، وأنها تمكنت بفضل التزام مؤسسيها وتعبئة مناضليها من احتلال مكانة تليق بها في صيرورة  تشكيل المشهد السياسي الوطني.

وشدد الأمين العام على أن الحركة الشعبية لم تتوان في تجديد تعبئتها من أجل الدفاع عن المؤسسات وتشييد مغرب متعدد وديمقراطي، متشبث بهويته ومنفتح على الحداثة وتطورات العصر.

وقال السيد العنصر إن الحركة الشعبية تعتبر أنالستة عشر سنة الأخيرةمنحياة المملكة المغربيةتحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس تميزت، على الخصوص، بتجديد مشروع المجتمع المغربي الحداثي والديمقراطي والمتضامن، وهو مشروع تجمع عليه وتنخرط فيه مختلف مكونات الأمة  بمختلف أرائها ومشاربها الفكرية والسياسية.

ومن جهة أخرى اعتبر السيد محند العنصر أن الانخراط الفاعل والإرادي للحزب في الاستحقاقات المقبلة سيمكنه من ترسيخ وحدة مختلف الحركيين وتوطيد تجربة دامت ما ينيف عن الستة عقود، وتمكين الحركة الشعبية  من أن تستمر حركة ديمقراطية جماهيرية وفية للأسس التي قامت عليها، قادرة على تحقيق أهدافها  في جو من الشفافية  وتضافر الجهود، في مغرب متعدد ديمقراطي وحداثي.

وأشار الأمين العام إلى أن صفوف الحركة الشعبية اتسعت تنظيميا، وتنوعت واغتنت تجربتها السياسية، كما تمكنت من تصريف الأسس التي قامت عليها إلى عدة مبادئ تتجسد في مواكبة جلالة الملك محمد السادس في حكامته الرشيدة، وتكريس الثقافة الديمقراطية، والعمل على إنجاح سيرورة توسيع صلاحيات الجهات، وجعل التعليم أولوية وطنية، وجعل القضاء مؤسسة تضمن العدالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال بلورة ميثاق خاص بها.

وقال السيد العنصر إن الحركة الشعبية، القوية بتواجدها في الساحة على مختلف المستويات،وبرؤيتهاالإستراتيجية القائمة على أرضية متينةمن القيم الوطنية الأصيلة، ستسخر كل طاقاتها وجهودها من أجل تعزيز تنمية الطبقة الوسطى باعتبارها المحرك الحقيقي للتغيير الاجتماعي، والاهتمام بالفئات الشعبية والمناطق المهمشة لتمكين مختلف فئات الشعب المغربي من وسائل العيش الكريم.

وفي هذا السياق، تنطلق الأرضية السياسية ومختلف برامج الحركة الشعبية من قناعة مفادها أن على كل  تنمية سوسيو اقتصادية الارتكاز على مقاربة تأخذ في الاعتبار قدرة بيئتنا على تحمل النشاط الإنساني؛  وهي مقاربة تمكن من تجديد الموارد الطبيعية واحترام التوازنات الإيكولوجية التي تحافظ على مستقبل الأجيال القادمة.

ويعتمد هذا البرنامج أيضا، على المستوى الأفقي، على تكافؤ الفرص على مستوى النوع الاجتماعي، والفئات الاجتماعية، والتفاوتات بين العالم القروي والعالم الحضري والمناطق الجبلية والصحراوية والمناطق الساحلية.

أما على المستوى العمودي فإن البرنامج العام للحزب يتضمن أرضية سياسية شاملة، وبرنامجا اقتصاديا واضحا يأخذ في الاعتبارات كل المستجدات التي تعرفها بلادنا على هذا المستوى، وبرنامج اجتماعيا دقيقا فضلا عن برنامج ثقافي يعتمد نظرة شمولية تحترم التعدد الثقافي في ظل مجتمع موحد ومتضامن.

 

Read Previous

الحرارة المرتفعة لم تمنع الجمهور من حضور اليوم الختامي لمهرجان أحيدوس

Read Next

المغاربة معمرين الحباسات فإسبانيا ويحتلون الصف الأول في السجناء الأجانب