المجتمع الافتراضي بات يفرض قواعد سلوكية ومصدر قلق

اصبح العالم الافتراضي شديد الحضور في حياة الانسان، وبات يشكل مجتمعا قائما بذاته يفرض قواعد اجتماعية خاصة وآدابا سلوكية ينبغي مراعاتها.

هل يقبل الموظف طلب مديره اضافته على فيسبوك؟ هل ينبغي ان ينشر المستخدم صور زواج صديقه على صفحته؟ هل يعيد المستخدم نشر رسالة من صفحة صديقه؟ اسئلة كثيرة باتت تؤرق مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول كيفية التعامل بلياقة في العالم الافتراضي.

ويقول ستيفن بيترو مؤلف كتيب حول آداب السلوك الاجتماعي الافتراضي “لقد باتت التكنولوجيا مصدر قلق”.

ولذلك وضع كتيبه الذي يوضح فيه ما يراه قواعد مناسبة للسلوك، فهو مثلا ينصح بالا تظهر كل اسماء المرسل اليهم او عناوينهم البريدية في الرسائل المرسلة الى مجموعة من الناس،

وكذلك يوصي بالا تنشر صور لاشخاص آخرين في حفل زفاف مثلا، قبل الاستئذان منهم.

ويقول بيترو لوكالة فرانس برس “الاصل في ذلك ان نعود الى القواعد الاساسية، الاحترام واللياقة والادب”.

وبات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك يطرح مشكلات في اللياقة، فالرسائل التي تعلن حالة وفاة او ولادة او خطوبة في عائلة من شأنها ان تسبب الاحراج مع افراد منن العائلة الواسعة بعيدين لم يجر الاتصال بهم ليحضروا المناسبة.

ورغم ان مستخدم الفيسبوك يمكنه أن يحدد خصوصية عالية لحسابه، الا انه في بعض الحالات يقوم اصدقاء مقربون منه باعادة نشر ما كان نشره، مسببين له الاحراج دون ان يدركوا ذلك، بحسب اميلي يوفي الخبيرة في المعلوماتية.

وتقول “لا يمكن التحكم في الرسالة بعد ان تنشر فعلا”، ولذلك فهي توصي بالا ينشر المستخدم شيئا لا يرغب في ان يكون معلنا للجميع.

ويشير بيترو الى امور اخرى يراها غريبة، مثل ان يضغط البعض “أعجبني” (لايك) على اعلان وفاة او خبر سيء آخر.

ويقول “المقصود من ذلك ليس ان الخبر اعجب المستخدم، ولكن هي اشارة منه انه اطلع على الرسالة، ولكن اعتقد انه ينبغي في هذه الحالات كتابة عبارة ما ايضا لتوضيح هذا القصد”.

في بعض الاحيان، يرسل المدراء طلب صداقة لحسابات موظفيهم على فسيبوك، ما قد يسبب احراجا للموظف. وفي هذه الحالات ينصح بيترو ان يبقى المدراء بعيدين عن حسابات موظفيهم، ولذلك يوصي الموظفين بان يقترحوا مقابل ذلك الاضافة على مواقع اخرى ذات اهتمامات مهنية مثل لينكدلن.

ودخلت اللياقات الافتراضية الالكترونية على معهد اميلي بوست الذي يعنى منذ نصف قرن بالتدريب على قواعد السلوك.

ويقول دانيال بوست سينينغ الذي وضع كتابا حول هذا الموضوع العام الماضي “لقد غيرت التكنولوجيا حياة الناس، وبات الناس مثلا يهتمون بمن هم بعيدون عنهم على حساب من هم قريبين” موصيا بان يتحلى المرء بارادة الانفصال عن الانترنت واطفاء الهاتف النقال او جهاز الكومبيوتر.

وتتيح مواقع التواصل ان تتنشر الرسائل بسرعة فائقة، مسببة مشكلات كبيرة لا يمكن تداركها في بعض الاحيان.

وتقول يوفي “هناك اشخاص فقدوا اعمالهم بسبب تغريدات على تويتر اعتبرت غير مناسبة” وانتشرت بسرعة كبيرة.

وفي الآونة الاخيرة، اثارت شركة الخطوط الجوية الهولندية استياء واسعا حين غردت على تويتر “اديوس اميغوس” (الى اللقاء يا اصدقاء) ساخرة من هزيمة المكسيك امام هولندا في مباريات كأس العالم لكرة القدم. وقد عادت الشركة الهولندية وقدمت اعتذاراتها، لكن الضرر كان قد وقع، وعلى نطاق واسع.

Read Previous

مجلة: الملك نهج أسلوبا مكن المغرب من التأقلم مع الحداثة

Read Next

محللون: خطبة زعيم “الدولة الاسلامية” في الموصل استعراض قوة وثقة