اللعب مفتاح التعلم في مدرسة تدريب الكلاب البوليسية

يتسلل بين الواح تحميل البضائغ بخطمه المتأهب…فجأة يهتاج بقوة امام احد الصناديق في العنبر ..فقد نجح الكلب تايسون، في انجار مهمته وهي العثور على 16 غراما من الهيرويين المخبأة من قبل الشرطة الفرنسية

ويهمس مدربه اوليفيه باعجاب “انه امر رائع” وهو متحمس مثل كلبه البالغ 20 شهرا والذي يرتجف من الاثارة. ويؤكد “ما من بشري يمكنه القيام بما فعل”.

ويواصل المدرب هذه المهمة من خلال اللهو معه. وهذا هو حجر الاساس في التدريب الذي يوفره مركز تدريب وحدات الكلاب الواقع في ريف منطقة فونتينبلو في ضواحي باريس. فالكلاب المرشحة للانضمام الى صفوف الشرطة تتعلم مهنتها المقبلة من خلال اللعب وتتدرب في ظروف واقعية.

وتوضح المدربة ساندرا اليسكيس “ترويض الكلب يستند حصرا على اللعب. لقد علمانه كيف يربط ين روائح المنتجات ولعبته لذا عندما يعمل فهو يبحث عن لعبته”.

هي عمليات بحث سريعة للغاية. وتوضح “انها تتطلب تركيزا وطاقة كبيرين للكلب ومدربه ولا يمكن تاليا ان تستمر اكثر من نصف ساعة”.

فمزايا الشم و السرعة تجعل من الكلب حليفا مثاليا للشرطة في عمليات العثور على مخابئ اسلحة وذخائر وجثث ومطاردة رائحة الاوراق النقدية وشل حركة اشخاص عدائيين وانقاذ ضحايا انهيار ثلجي.

ويؤكد المفوض ريشار مارليه صاحب كتاب “بروفيسيون: شيان بوليسييه” ، ان “المساحة التي تحوي متقبلات الشم واسعة جدا لدى الكلب وهي تمتد على 150 الى 270 سنتمترا مربعا في مقابل 10 سنتمترات لدى الانسان. وهو يملك منطقة في الدماغ مكرسة للشم. بالنسبة له عالم الروائح واسع بوسع عالم الالوان لدى الانسان”.

وعلى غرار تايسون فان ثلثي الكلاب البوليسية هي كلاب تخلى عنها اصحابها تؤخذ من مراكز الايواء التابعة لجمعية الرفق بالحيوان او ان اصحابها يعطونها للشرطة لانهم لا يتمكنون من السيطرة على طابعها المهيمن جدا.

ويوضح ايتيان داكيه مدير مركز تدريب وحدات الكلاب “ثمة اجناس لديها ميل الى امتلاك هذه المزايا والقدرات لذا نميل الى اختيارها. ونحن لا نهتم بالجانب الجمالي فوحدها قيمة الكلب مهمة”.

فكلاب الرعاة البلجيكية الملينية تشكل غالبية الكلاب لدى الشرطة (429 من اصل 551) تليها كلاب الرعاة الالمانية (87) واللابرادور . وتفضل الشرطة الكلاب الصغيرة الحجم لكي تتسلل بين الحقائب.

ولغرض هذا التدريب الذي يستمر بين ثلاثة وستة اشهر ينبغي ان يكون عمر الكلب عشرة اشهر الى سنتين. في حال كان عدائيا ويحب العض يلحق بكلاب الدورية. في حال كان يحب اللهو ويتميز بقدرة شم كبيرة يوجه الى مجال البحث. وخلال حياته المهنية التي تستمر حتى بلوغه الثامنة سيكون مختصا في مجال واحد فاما المخدرات او المتفجرات والاوراق النقدية…

بعد عملية الترويض ينبغي على الشرطي والكلب ان يشكلا فريقا متماسكا. ويقول جاكيه “علينا انتقاء الشخصيات المناسبة لانه من دون انسجام فان تعاونهما لا يفضي الى شيء”. ويضيف جاكيه انه بالنسبة لكلاب الدورية من الضروري على الشرطي ان “يسيطر” على “زميله” في الفريق “فخلال تدريبات العض يحصل ان يصاب عناصر من الشرطة وهذا يذكرنا دائما بضرورة اليقظة الدائمة”.

وفي ختام التدريب، يحصل كل كلب على رقم تسجيل.وقد تحصل الكلاب التي تبلي بلاء حسنا على وسام من وزارة الداخلية. وهذا ما حصل لباشا صحاب رقم 2765 الذي قلد وساما بسبب شجاعته وتفانيه بعد الاف المهمات الناجحة ومنها ضبط ثلاثة كيلوغرامات من الكوكايين في نعل احد المسافرين.

Read Previous

كولآند كنغ: نمنا في الحافلات في فنادق حقيرة وقوتنا في البقاء

Read Next

العاملات الباكستانيات يشجعن الكرة “برازوكا”