في المغرب فقط.. فنادق خمس نجوم توفر المأكل والمشرب والرعاية ب20 درهم

لا يكاد يهلّ هلال شهر ذي الحجة، حتى تظهر هنا وهناك، خصوصا بالأحياء الشعبية والهامشية، مجموعة من المحلات والحوانيت، وأحيانا براريك، جهزت وأثتت لتستقبل ضيوف وزبائن العيد السعيد.

فالأكل والشرب والمبيت والرعاية، وكل ما يحتاجه الزبون من راحة.. كل ذلك متوفر هنا وبثمن لا يتجاوز العشرين درهما.

إنه فندق الخروف، الذي يظهر مع هلال شهر ذي الحجة ويختفي صبيحة أول أيام العيد كبير، بعد أن يغادر زبائنه المكان.

جل أصحاب هذه الفنادق هم من الشباب والمراهقين الذين وجدوا في هذه الحرفة الموسمية مصدرا لاكتساب بعض الرزق، وجلهم موثوق بهم، إذ كلهم ينحدرون من نفس الحي أو من نفس العمارة، فعنصر الثقة ضروري توفره في الشخص الذي يعتزم فتح هذا المشروع.

سعد، شاب في مقتبل العمر لا يزيد عمره عن العشرين عاما، صاحب “فندق خروف” بإحدى الأحياء الهامشية من مدينة الدار البيضاء، هذه المدينة التي تجمع التناقضات، يقول عن هذه الحرفة: “الناس دايرين فينا الثقة، ونحن نتكلف بكل ما تحتاجه الأضاحي من مأكل ومشرب ورعاية.. الدار أمان وغير ب20 درهم”.

أما طه شريكه في الفندق، فعبر عن سعادته بهذا المشروع، فهو من جهة يقدم خدمة لأصحاب العمارة بأن يرعى الأضاحي ويهيأ لها كل ما تحتاجه، ومن جهة أخرى فإن أصحاب الأضاحي تظل بيوتهم نظيفة وأضاحيهم في أمن وأمان، وفوق كل هذا فهو يضمن له عائدا ماديا رغم تواضعه، إلا أنه كاف لمساعدته على اقتناء وتوفير بعض لوازم الدخول المدرسي.

السيدة كلثوم من زبناء هذه الفنادق تقول: “الحمد لله هنّاونا الله يجازيهم بخير، مهلّيين في الحولي.. واكل شارب وناعس وحتى لنهار العيد عاد نجيبوه”.

نفس الرأي يشاطره السيد شعيب، إذ أكد بأنه سعيد بهذا الاختراع الجديد، ويقصد بذلك “فندق الخروف”، لأنه أزاح عن كاهله مسؤولية كبيرة، ومتاعب جمة، خصوصا وأن بيت شعيب لا يتوفر على فناء خارجي، لذا كان يضطر فيما مضى إلى وضع الأضحية وسط فناء البيت، وتحمّل كل ما يمكن أن تحدثه من فوضى وعرقلة في الحركة، وكذلك طعامها الذي ينتشر في البيت، فضلا عن فضلاتها التي تزكم الأنوف.

جولة خفيفة بين هذه الفنادق وارتسامات بعض زبنائها، أظهرت لنا بأن المشروع يمكن وصفه بمبدأ “رابح-رابح”، فأصحاب الفنادق يربحون من هذه الصفقة التي لا تكلفهم لا ضرائب ولا مراقبة، ولا نفقات الكراء أو الكهرباء.. وأصحاب الأضاحي، الذين تبقى منازلهم في مأمن عن روائح فضلات الأضاحي والإزعاج الذي تتسبب فيه.

إلا أنه كثيرا ما تنتشر شائعة سرقة الأضاحي من هذه الفنادق، فقبل سنوات، ومباشرة بعد صلاة العيد، ذهب زبائن الفندق لأخذ أضاحيهم فوجدوا الله كريم. وكأن الفندق اجثت من فوق الأرض.

هذه بعض المخاوف التي تؤرق بال البعض من رواد هذه الفنادق، لكنها على أي حال تظل وسيلة من وسائل الراحة للأضحية ولصاحبها.

لكن ماذا إن شنّت الداخلية هجوما على أصحاب هذه الفنادق كما شنته على محلات بيع الأضاحي؟؟

Read Previous

تقرير ألماني: “فيتامين بي” هو الطريق لشغل ثلث الوظائف الخالية!

Read Next

“منشد الشارقة” يحط الرحال بالمغرب لاختيار مواهب الإنشاد والفن الهادف