الفنانة التشكيلية المغربية ليلى بنحليمة توقع ببروكسل على لوحات تنشد تحرر المرأة

/و م ع /

وسيكون هواة الفن التشكيلي أمام فرصة الاطلاع على حوالي 70 لوحة لهذه الفنانة المتميزة في إطار هذا المعرض الذي ينظم برعاية من سفارة المغرب ببلجيكا.

   وتحكي لوحات ليلى بنحليمة صفاء يوحي بالهدوء، وقوة تسائل الرسائل التي تسعى لتمريرها من خلال هذا المعرض، ” إنها رسالة أمل أريد نقلها عبر لوحاتي. رسالة للرجال والنساء من أجل العمل سويا لإيجاد طريق يسوده التوازن، والاحترام المتبادل، والحرية والرفاه ” تقول ليلى في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء.

   إنها قوة الفن ” التي يمكن أن تفتح النقاشات والتحسيس بعدد من القضايا من بينها ظروف عيش المرأة “.

   فالمرأة في أعمال هذه الفنانة التشكيلية المغربية ترمز للكرم والفضيلة والتحرر. وبعد رفعها للقيود التي تفرضها نظرة المجتمع إليها، تكون قد تجاوزت الحواجز التي تمنعها من المضي قدما في الحياة.

   وتشير ليلى بنحليمة، في هذا الصدد، إلى أن ” موضوع تحرير المرأة له أهمية خاصة بالنسبة لي، ومن ثمة جاء اختياري للنضال اليومي الذي تقوم به النساء من أجل تبوؤ مكانة متقدمة داخل المجتمع والتغلب على الصعاب التي تعترضها “.

   ويحضر جسد المرأة بقوة في لوحات ليلى بنحليمة، يعبر عن نفسه بدون كلمات، ويتردد بكل حرية في حالة من الانتشاء قد تكون أقرب إلى الصوفية.

   وأكدت ليلى بنحليمة التي ترى في جسد المرأة الألم والحرية والحركة والتكامل، أن ” جسد الإنسان، المليء بالأسرار والمفاجآت، يصعب حصره “.

   ولإعطاء حياة لهذه الأجساد، تلجأ ليلى بنحليمة إلى ألوان مختلفة ومنتقاة. فبالإضافة إلى اللون الأزرق الذي يملأ لوحاتها ، والأصفر الذي يعطيها حيوية أكثر، تستعمل ليلى بنحليمة اللون الأسود والبرتقالي والأحمر. ” إنها ألوان قوية تجسد نضال المرأة من أجل تحررها “.

   وتحرص هذه الفنانة التشكيلية في لوحاتها على التركيز على الثقافة والصناعة التقليدية المغربية من خلال استعمالها للرموز والرسومات التي نجدها على السجادات، والتطريز والحناء.

   وفي وصفها لأسلوبها التصويري التجريدي والجريء، تترك ليلى بنحليمة الحرية للجمهور لرسم انطباعاته بخصوص لوحاتها التي يمكن قراءتها بطرق مختلفة حسب تجربة كل شخص وحالته الذهنية. فالأمر يتعلق بالنسبة إليها بوسيلة في يد من يتأمل في أعمالها لرؤية ما يختلج بداخلها.

   فالفن بالنسبة لهذه الفنانة التشكيلية المغربية أداة للتواصل، والعلاج والبحث عن الذات، فهي تعبر بفرشتها عن آلامها وقلقها وأيضا عن أفراحها وآمالها.

   وتقول ليلى بنحليمة ” كان لي مسار شخصي قاومت خلاله بشدة من أجل أن أتصالح مع نفسي “، مضيفة أن مصدر إلهامها ينبع من حياتها اليومية بصفتها  امرأة، وكذا من مسارها الجمعوي والمهني “.

   وتتشبث ليلى بنحليمة، التي تصف نفسها بالفنانة الكونية تغوص في رؤية شمولية للعالم، بجذورها الإفريقية، وهو ما يتجلى في لوحاتها التي تصدر منها طاقة وإبداع يذكرنا بجمال القارة الإفريقية.

   وليلى بنحليمة من مواليد الرباط، وهي حاصلة على شهادة دكتوراه في الصيدلة وهي مؤطرة مهنية وشخصية. ومنذ 1992، شاركت في عدد من المعارض الفردية والجماعية بالمغرب وأوروبا، كما قامت بالإشراف على عدد من ورشات الفن العلاجي، وكذا التكوين في تقنيات الفن.

   وحضر حفل افتتاح معرض ” تحرير بصيغة المؤنث “، الأسبوع الماضي، على الخصوص سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر، وسفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي أحمد رضا الشامي وسفير مالي بلجيكا سيكو دي غاوسو سيسي وعدد من الشخصيات من عالم الثقافة والإعلام وأعضاء من أفراد الجالية المغربية.

 

Read Previous

محرك غوغل يوجه “صفعة كبيرة” لكل مستخدمي الهواتف الذكية

Read Next

الهجمات الإلكترونية خلال مونديال 2018 .. بوتين يكشف عن رقم صادم